أقبل شاب في ال34 من عمره على إضرام النار في جسده، يوم الأحد ، أمام مقر الأمن الولائي بمدينة مستغانم، غرب البلاد. حيث سكب الشاب العاطل كمية من البنزين على أعضائه السفلى قبل أن يشعلها بالنار. كما تدخل أعوان من الشرطة بسرعة لإخماد النار، قبل أن تنقله مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات بحي التجديد لتلقي الإسعافات الأولية. كما أن مصالح الشرطة القضائية وأمن ولاية مستغانم فتحا تحقيقا للكشف عن أسباب الحادث المؤلم. وفي نفس اليوم توفي مساء الاحد مواطن جزائري في السابعة والثلاثين بلا وظيفة او مسكن متأثرا بحروق أصيب بها نتيجة إشعاله النار في نفسه السبت امام بلدية بوخضرة في منطقة تبسة، القريبة من الحدود مع تونس كما أعلنت أسرته. وتوفي محسن بوطرفيف في قسم الحروق الشديدة بمستشفى ابن رشد في عنابة الذي نقل اليه بعد ان اغرق نفسه بالنزين ثم اشعل النار امام بلدية بوخضرة شرق تيبسه. وقد اراد الرجل وهو اب لطفلة، بهذا العمل اليائس، التنديد بالاحتقار الذي عامله به رئيس بلدية بوخضرة عندما حضر اليه قبل ذلك بيوم طالبا الحصول على عمل. وأدى ذلك الى اقالة رئيس بلدية بوخضرة من قبل والي تبسة الذي توجه الى المكان. وبذلك يرتفع عدد محاولات الانتحار عن طريق الحرق في الجزائر منذ الاربعاء إلى خمسة وفقا لوكالة الانباء الجزائرية وصحيفة الوطن الخاصة الناطقة بالفرنسية. وقد حاول رجل في الاربعين الانتحار حرقا الاربعاء في برج منايل بولاية بومرداس ، 50 كلم شرق الجزائر ، بحسب الوطن ايضا. وسجل ملاحظون عودة التوتر إلى الجزائر بعد نجاح الثورة التونسية ، وهروب بن على إلى السعودية ، وفي هذا الإطار ثم توقيف النقابي أحمد بدوي ليلة السبت، بمقر سكناه بالعاصمة الجزائر. كما استحوذ عناصر من الاستعلامات العامة على حاسوبه و عدة وثائق كانت في بيته، بتهمة محاولة انقلاب على الدولة . و كان أحمد بدوي قد شارك في ذات اليوم، السبت، في اجتماع للجنة الدفاع عن الحقوق و الحريات النقابية. و هو أحد الأعضاء المؤسسين للجنة. كما أن الاجتماع هذا الذي عقد في شارع طنجة بالعاصمة، كان من المقرر تحديد مخطط لمرافقة الحركة الاحتجاجية حول الظروف الاجتماعية في البلاد. و كانت جريدة النهار قد أشارت في نسختها الصادرة، يوم الأحد، إلى أن الفاعلين في هذا الاجتماع ينوون توجيه نداء للخروج في مظاهرات من أجل إعادة «سيناريو تونس»بالجزائر. وتجدر الإشارة، إلى أن الأمين العام السابق للنقابة الوطنية للجمارك و العضو القيادي السابق في الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أحمد بدوي، ممنوع منذ نونبر 2005، من مزاولة نشاطه النقابي بسبب «إخلاله الخطير بالنظام العام». و يوجد من وقتها بدون راتب شهري و بدون أي دخل. ويعتبر عدد من المراقبين أن الجزائر مرشحة لانتفاضة شبيهة بما حدث في تونس ، بسبب انسداد الآفاق أمام مئات الآلاف من الشباب ، رغم أن الأمر يتعلق بدولة غنية ، سجلت عائداتها من تصدير لغاز والبترول ملايير الدولارات . وفي هذا الإطار يقول الخبير السياسي عابد شارف إن السبب الحقيقي لنشوب العنف في الجزائر يتمثل في غياب الأفاق السياسية والاجتماعية لدى الجزائريين لا سيما عند الشباب، هؤلاء لم تعد لهم مشاريع، طموحات وأحلام، وفي المحصلة الطريق مسدود، وسيكولوجيا هيمنة الجمود، لذلك أتى الغضب عنيفًا. وأعلن الخبير السياسي البارز «عابد شارف» أنّ الجزائر ستدفع ثمنا باهظا وتسير نحو فكاك على الطريقة الصومالية أو السويدية، إذا لم تتخذ سلطاتها إجراءات ضرورية لتجاوز إفرازات التكسير الاجتماعي والسيكولوجي الذي حصل في المرحلة الماضية. وفي حديث خاص ل»إيلاف»، يشدد شارف على أنّ الجزائر ورغم رصدها مخصصات تربو عن 286 مليار دولار للتنمية، إلاّ أنّ الأخيرة مغيّبة وتقتصر على تبديد الريع النفطي، ويبرز شارف منع السلطات للأحزاب وتفصيلها لجمعيات على مقاسها، ما أوصل البلد إلى حالة من الجمود.