أحرز فريق اتحاد أيت ملول، في أعقاب نهاية الشطر الأول من بطولة القسم الوطني الثاني لكرة القدم، اللقب الفخري لبطولة الخريف، في مفاجأة شكلت حدثا بامتياز على اعتبار أن الفريق السوسي حديث الالتحاق بالقسم الثاني الذي يضم العديد من الفرق تجر خلفها مسارا طويلا في كرة القدم الوطنية، وعدد كبير منها سبق أن أحرز بطولات وكؤوسا في القسم الأول. اتحاد أيت ملول نجح في تحقيق مسيرة جيدة في بطولة شهدت تنافسا حادا بين مجموعة من الفرق مما تقلص معه الفارق من النقط، ومما يرشح ارتفاع حدة المنافسة في مرحلة الإياب، كما هو الشأن كذلك عند الفرق المعذبة في الصفوف الأخيرة والتي ستبحث حتما عن تدارك الأمر وتجاوز محنة البدايات. تميزت الدورات السبعة عشر التي تشكلت منها المرحلة الأولى من بطولة القسم الوطني الثاني، بتشابه جل الفرق وتشاركها في مواجهة نفس عناوين المعاناة مع المشاكل والإكراهات، فغالبيتها اقتحمت أجواء البطولة في ظل تراكم مشاكل مالية وتسييرية، وبنيوية، ولم تسلم من تلك المشاكل حتى تلك الفرق التي تمثل مدنا كبيرة وبإمكانيات اقتصادية وجغرافية جد هامة، كما هو الحال في مدينة طنجة مثلا، المحمدية، سلا، مكناس والرباط وغيرها من المدن التي تمتلك كل المقومات المالية بوجود بنية اقتصادية مهمة، لكن فرقها ظلت تعاني فراغ الصناديق، وتشبث مسيرين بمقاعدهم رغم فشل معظمهم في مهامهم. وانضافت إلى تلك المشاكل المالية، حرمان معظمها من أجود لاعبيها الأساسيين الذين فضلوا، مستغلين القانون الجديد للاعب، تغيير الأجواء والانتقال بحرية لأندية أخرى. في ظل تلك الأجواء، انطلقت البطولة وكان منتظرا أن تفرز بداياتها مستويات ضعيفة، استغلها جيدا اتحاد الخميسات، واتحاد المحمدية، بالإضافة إلى الرشاد والطاس، للتوقيع على نتائج جيدة جعلتها تحتل المراتب الأولى لدورات. في نفس الوقت، ظل اتحاد أيت ملول يجتهد في ترتيب أوراقه، وفي التأقلم مع أجوائه الجديدة معتمدا على لاعبين لايملكون شهرة أو نجومية، وبعد دورات معدودة، قرر التعاقد مع عبدالمالك العزيز كمدرب يحمل تجربة محترمة، ويعرف كل تفاصيل القسم الثاني. وستتوالى النتائج الجيدة بعد ذلك، ليتضح أن قرار استقدام العزيز كان صائبا، حيث تغلب الفريق السوسي على أقوى الفرق المنافسة، ونجح في احتلال الصف الأول بدون منازع وليحافظ عليه حتى نهاية مرحلة الذهاب. خلفه مباشرة، ظلت فرق مثل اتحاد الخميسات، النادي المكناسي، مولودية وجدة أو يوسفية برشيد، غير مستقرة في نتائجها، وواجهت بعض الصعوبات في رفع التحدي أمام الفريق السوسي. وبالرغم من ذلك، فربما تستغل توقف البطولة حاليا، لتجدد نفسها حيث من المرتقب جدا معاينة ارتفاعا في حدة التنافس خلال الشطر الثاني. نفس الترقب والانتظار، سيلف محيط الفرق المصطفة وسط الترتيب، أو تلك التي تجرعت المعاناة لتجد نفسها مرمية في ذيل الترتيب ومهددة بقوة للسقوط لقسم الهواة. في هذا الإطار، يبدو أن فريقا مثل شباب هوارة، وبالنظر لطموحات جمهوره ومسيريه، فلن يقنع بوضعه وسط الترتيب، وسيسعى دون شك إلى اللعب من أجل مزاحمة أصحاب المراتب الأولى، ولديه من الإمكانيات ما يؤهله لتحقيق ذلك. بدوره، وبعد أن واجه بعض الصعوبات في البداية، ينتفض فريق الراك باحثا عن تحسين مواقعه خلال الدورات القادمة، كما هو الشأن لدى الطاس المتعاقد مع نجيب الحنوني مؤخرا، والرشاد الذي حافظ على استقراره التقني بعد أن منح كل ثقته في مدربه الشاب أمين بنهاشم، ونفس الوصف ينطبق على اتحاد الفقيه بنصالح الذي عاد من بعيد ونجح في تحقيق نتائج جيدة في الدورات الأخيرة، بعد أن التأمت جراحه وتجاوز مشاكله الداخلية. على مستوى ذيل الترتيب، يلاحظ أن عدد الفرق المعذبة يظل مرتفعا، ويضم أندية كبيرة بتاريخها وألقابها، مما يفتح الباب للمزيد من الحدة في التنافس بينها للخروج من وضع مُترد في مؤخرة الترتيب. وبكل تأكيد، سترتفع معاناة العديد من الفرق في مرحلة الإياب في حال فشل مسؤوليها في التغلب على مختلف المشاكل المطروحة، كجمعية سلا، شباب المحمدية، اتحاد طنجة وغيرها ، علما بأن أربعة فرق من هذا القسم سيحكم عليها بمغادرته في آخر الموسم والسقوط لقسم الهواة.