قرر رؤساء أركان الجيوش العربية، دعوة فريق رفيع المستوى للعمل تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء لبحث آليات تشكيل القوة العربية المشتركة. واختار العسكريون العرب كلا من المغرب والكويت ومصر ضمن لجنة رفيعة المستوى مكلفة بدراسة طريقة وسبل إنشاء الجيش العربي الموحد لأول مرة في تاريخ العالم العربي بعد فشل أول محاولة سنة 1965 ، ودراسة سبل التمويل والمهام المنوطة بالقوة العربية. ويأتي الاجتماع تفعيلا لقرار القمة العربية السابقة، والتي أوصت بتشكيل الجيش العربي المشترك، وأوكلت القمة المهمة لقيادات الجيوش العربية وفي سياق متصل، سجل داخل الاجتماع غياب قادة الجيشين الجزائري واليمني، الاخيرة بسبب الأوضاع الأمنية فيها، واكتفت الجزائر بحضور ممثلها الدائم لدى الجامعة العربية. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي،"، إن القوة العربية المشتركة يجب أن تكون قادرة على حماية الدول الأعضاء". وأكد العربي في افتتاح اجتماع رؤساء الأركان العرب بمقر جامعة الدول العربية "أن التحديات الراهنة تستوجب إنشاء قوة عربية مشتركة لن تكون حلفا عسكريا جديدا وليست موجهة لأحد". وأضاف أن خصوصية المنطقة العربية تمنحها حق الدفاع عن النفس وفقا لميثاق الأممالمتحدة في إطار وضع تصور شامل للأمن القومي العربي. وأوضح البيان الختامي للاجتماع أنه من المنتظر أن يقوم الفريق المشكل " بعقد اجتماعه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على أن تعرض نتائج أعماله على اجتماع مقبل لرؤساء أركان الجيوش للدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية". وأكد قادة أركان الجيوش العربية في بيانهم، على ضرورة "العمل الجماعي للقضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة العربية". وشدد رؤساء الأركان على ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة، وعلى أهمية تشكيل هذه القوة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة والاستجابة الفورية لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة. وأضافوا أن الهدف من تشكيل هذه القوة هو القيام بعمليات التدخل السريع التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات، وإدارتها وإيجاد التسويات اللازمة لها وكيفية استخدامها بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها. كما استعرض رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية، خلال مداخلاتهم، الأوضاع الراهنة وما تفرضه من تحديات خطيرة على الأمن القومي العربي، خاصة المخاطر المترتبة عن العمليات التي تنفذها المنظمات الإرهابية، والرامية إلى تهديد كيان الدولة الوطنية الحديثة وترويع المجتمعات العربية وتهديد الوحدة الوطنية، وبث الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة. وسيتم عرض نتائج فريق العمل على القادة العرب من خلال لجنة تضم الرئاسة الحالية للقمة العربية (مصر) والسابقة (الكويت) والقادمة (المغرب)، ثم على اجتماع لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها." يذكر أن الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، وبتعليمات من جلالة الملك ، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، شارك في هذا الاجتماع، الذي حضره كذلك الجنرال محمد الرودابي، رئيس المكتب الثاني، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، وسفير المملكة المغربية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، محمد سعد العلمي، ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بالوزارة، أحمد التازي. وكانت القمة العربية بالقاهرة اتخذت القرار بإنشاء "قوة عربية مشتركة"، وكلفت الأمانة العامة للجامعة العربية بالتنسيق مع البلدان العربية من أجل الدعوة إلى اجتماع للجنة رفيعة المستوى من الخبراء العسكريين تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية، خلال شهر من صدور قرار القمة، لدراسة جوانب الموضوع بشأن تشكيل القوة المشتركة. وينص القرار على أن تضطلع هذه القوة بمهام للتدخل العسكري السريع، وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء في الجامعة العربية وسيادتها الوطنية، وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي.