مع ديكوره القديم الطراز وأسعار معقولة وموقع استراتيجي بالقرب من متنزه براتر الشهير في فيينا، بات فندق "ماغداس" الجديد من الفنادق الأكثر رواجا في العاصمة النمساوية فيينا، لكن ميزته الرئيسية هي أن موظفيه هم من اللاجئين. فتح هذا الفندق أبوابه قبل شهرين تقريبا، وهو يضم 78 غرفة محجوزة على الدوام. ويستقبل نحو 20 موظفا من 16 جنسية، الزبائن من أنحاء العالم أجمع. ويتكلم الموظفون 24 لغة وهم حصلوا على حق اللجوء في النمسا بعد سنوات عدة من الانتظار والبطالة القسرية. وشرح كلاوس شفرتنر، المسؤول في جمعية "كاريتاس" التي أطلقت هذا المشروع، أن "المهاجرين يتمتعون بمهارات كثيرة لا يتم الانتفاع منها. ونحن نريد أن نظهر أنه من العبث منع طالبي اللجوء من العمل، وذلك على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي". وقد ارتفع عدد طالبي اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 44% العام الماضي في ظل وفود أكثر من نصف مليون مهاجر جديد، من بينهم 28 ألفا إلى النمسا. لكن، في هذه الجمهورية الصغيرة، يُعد حق العمل جد محدود خلال فترة دراسة طلب اللجوء التي قد تستغرق عدة سنوات. وتعود فكرة هذا الفندق، الذي يعمل فيه مهاجرون والفريد من نوعه في أوروبا، إلى قيام طالبي لجوء باحتلال كنيسة في فيينا سنة 2012، رافعين شعارا بسيطا للمطالبة بحق البقاء والعمل، بحسب ما شرح كلاوس شفرتنر. ويتم حاليا النظر في 34 ألف طلب لجوء إلى النمسا، بحسب وزارة الداخلية. ولا يحق للمهاجرين خلال هذه الفترة كسب أكثر من 100 أورو في الشهر الواحد، وفق ما أوضحت سوزان بيندر، المتخصصة في شؤون الهجرة في جامعة فيينا. وقد أطلقت "كاريتاس" مشروعها هذا بعد احتلال الكنيسة من خلال توفير المبنى الذي كانت تستخدمه لإيواء العجزة في السابق، وتقديم قرض بقيمة 1.5 مليون أورو، فضلا عن مبلغ 60 ألف أورو جُمع بمبادرة تمويلية تشاركية.