بدأ علماء الفضاء تحليل الصور التي التقطها المسبار الأميركي «دون» للكوكب القزم سيريس، لكن هذه المعلومات زادت من حيرتهم حول هذا الجرم الذي يأملون كشف أسراره، ومن ورائها أسرار تشكل المجموعة الشمسية قبل بضعة مليارات من السنين. وبعد رحلة استغرقت سبع سنوات ونصف السنة، وصل المسبار الأميركي «دون» إلى مدار هذا الجرم الواقع في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري في السادس من مارس الماضي، وبدأ بدراسة سطحه المكون من الصخور والجليد. ومن خلال دراسة هذا الجرم، يأمل العلماء بكشف النقاب عن أسرار تشكل المجموعة الشمسية، وكان علماء الفيزياء الفلكية يريدون التثبت من صحة نظرية، تفترض أن سيريس هو بمثابة »كوكب جنين« غني بالمياه، وأنه من آثار تشكل المجموعة الشمسية قبل 4,5 مليار سنة، لكن أعمال المراقبة زادت التساؤلات العلمية حول طبيعته وتاريخه. فقد رصد المسبار الأميركي وجود بقعتين مضيئتين على سطح سيريس، ظن العلماء أنهما قد تفسران الطبيعية الكيميائية والفيزيائية له. لكن بدل العثور على تفسير لهاتين البقعتين، أظهرت أعمال المراقبة والتحليل أن كلاً منهما لها خاصيات مختلفة عن الأخرى، وطرح العلماء نظريات عدة لتفسير هذه الظاهرة، ومما يثير فضول العلماء أيضاً أن سيريس يختلف تماماً عن جاره الكويكب فيستا، وهو جرم سبق أن زاره ودرسه المسبار »دون« بين عامي 2011 و2012. وتؤشر هذه الاختلافات إلى أن كلاً من الجرمين المتجاورين عاش تاريخاً فضائياً مختلفاً عن الآخر.