أكد بوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني، يوم الأربعاء بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، أن المواكبة الأمنية لمباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم تتطلب تسخير أكثر من مائة وعشرة آلاف شرطي لتأمينها، بمعدل يومي يناهز 3365 عنصرا، و454 عنصرا لكل مباراة، وذلك بالإضافة إلى مشاركة ما يناهز مائة ألف عنصر من القوات المساعدة في تأمين جميع مباريات دوري البطولة الوطنية. وأضاف ارميل، خلال افتتاح أشغال المناظرة الثانية لمكافحة العنف المرتكب أثناء أو بمناسبة التباري الرياضي، التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني على مدى يومين، تحت شعار «جميعا من أجل تظاهرات رياضية بدون عنف»، أنه على سبيل المثال أن مباراة (الديربي)، التي تجمع فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، تستدعي تسخير ما بين 1700 و2000 شرطي، فضلا عن الموارد اللوجيتسيكية الكبيرة، التي يتم تسخيرها لتأمين هذه المباريات. وتابع ارميل أن مصالح الأمن سجلت في موسم رياضي واحد ما مجموعه 2359 قضية زجرية بمناسبة إجراء مباريات كرة القدم، تتنوع ما بين إلحاق خسائر مادية بملك الدولة والخواص (127 قضية) والاعتداءات الجسدية (67 قضية) والسرقات (26 قضية) والاعتداء على موظفين عموميين (7 قضية) والدخول بطريقة غير مشروعة للملعب والشغب (1863 قضية). كما تمكنت مختلف مصالح الأمن، يضيف ارميل، من توقيف 2141 شخصا للاشتباه في تورطهم في هذه القضايا، من ضمنهم 1863 قاصرا و 278 راشدا. وخلص المدير العام للأمن الوطني، إلى أن هذا الأمر «يظهر كيف أن مباراة في كرة القدم يمكنها أن تتحول من حدث رياضي عادي إلى إشكالية أمنية، تحتاج لمخطط عمل استباقي، ولتحضيرات أمنية مكثفة، واجتماعات تشاورية وتنسيقية بين مجموعة من القطاعات الحكومية والأمنية، فضلا عن تسخير لموارد مالية وبشرية مهمة، كان من الأجدر أن تخصص لمكافحة ظواهر إجرامية أخرى، أو أن تستثمر في مواجهة تهديدات أمنية أكثر تعقيدا وخطورة». وأكد بوشعيب ارميل أن تنظيم المناظرة الثانية لمكافحة العنف المرتكب أثناء أو بمناسبة التباري الرياضي يبرز التضامن في المسؤولية بين جميع المتدخلين في الحقل الرياضي، «إذ أن مكافحة العنف المرتبط بالرياضة ليست حكرا على المصالح الحكومية، التي تدبر الشأن الرياضي، أو الأجهزة والمؤسسات الأمنية بمفردها، وإنما تستدعي اعتماد استراتيجية مندمجة تتجاوز البعد القطاعي لتلامس الامتداد العرضاني للظاهرة ككل». وتعرف الدورة الثانية للمناظرة مشاركة وازنة لممثلي مختلف الأندية الوطنية الممثلة لقسم النخبة، ونشطاء جمعيات الأنصار والمحبين الفاعلة على المستوى الوطني، علاوة على أطر تمثل القطاعات الوزارية المعنية بالشأن الرياضي، وثلة من الفنانين والرياضيين الذين بصموا الساحة الوطنية بإبداعاتهم. كما شارك في هذه التظاهرة عدد من الخبراء الأجانب، ممثلين لكبريات المدارس الدولية في ميدان الأمن الرياضي، ولاسيما من ايطاليا واسبانيا وهولاندا.ن يذكر أن المناظرة الأولى نظمت في يونيو 2013 بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، تحت شعار «الأمن الوطني في خدمة الأهداف النبيلة للرياضة».