اعتبر الدكتور رضوان ربيعي أنه من غير المقبول ولا بالمنطقي عدم انخراط الأطباء والممرضين وكل العاملين في القطاع الصحي في مجال التكوين المستمر. واستغرب بشدة حول كيف يتجنب العديد منهم الاستفادة من فرص التكوين تكون متاحة أمامهم، واضعا نقط استفهام عديدة حول كيف ينظم مثلا مؤتمر أو ملتقى طبي تصرف عليه ميزانية ضخمة، ويخصص لتكوين مائتي طبيب مثلا، وفي الموعد المحدد يحضر عشرة منهم فيما يفضل الباقون المكوث في غرفهم بالفندق... ولأهمية التكوين المستمر، ولإرغام المشتغلين في القطاع الصحي بدون استثناء سواء المنتمين للقطاع العام أو نظرائهم في القطاع الخاص، طالب الدكتور ربيعي بإجبارية التكوين المستمر مقترحا وضع إطار جديد يلزم الخضوع للتكوين. واستأثر موضوع إجبارية التكوين المستمر على محاور الندوة التي نظمتها أول أمس الاثنين بكلية الطب والصيدلة ، جمعية الأطباء المقيمين بالمركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء لتقديم الأيام العلمية الثالثة عشر للتخصص الطبي التي تنطلق يومه الأربعاء وتستمر لغاية الثالث أبريل، حيث عاد الدكتور أحمد بلحوس للتطرق للموضوع منبها إلى أن التكوين المستمر لن يكون مجديا في الوقت الذي يشتغل فيه الأطباء في شروط غير سوية خاصة على مستوى ضعف التجهيزات، مشيرا إلى أن كل المراكز الاستشفائية بالمغرب تعاني نقصا فظيعا على مستوى التجهيز وآليات الاشتغال. وطرح الدكتور أحمد بلحوس موضوع المسؤولية الطبية ملاحظا أن هناك فراغا قانونيا خطيرا، والأمر يضيف - يفرض انخراط الباحثين في المجال القانوني والحقوقي وكذا المشرع المغربي لسن قوانين تحدد وتؤطر موضوع المسؤولية الطبية. وأشار المتدخل الى أنه لا يمكن إنكار أن هناك « مجرمين» ينتسبون للأسف لمهنة الطب، والقانون وحده كفيل بأن يكون الرادع والمراقب والمنظم. وعرض البروفيسور عبداللطيف بني إيدر رئيس الجمعية المنظمة، البرنامج الكامل للأيام العلمية الثالثة عشر للتخصص الطبي، وكافة محاوره وكذا الورشات المنظمة على هامشه، مؤكدا أن أبواب الكلية ستفتح للجميع وليس فقط للأطباء وللمشتغلين في القطاع الصحي. كما ركز على أن الأيام العلمية ستتخللها حملات تحسيسية وتوعية لبعض الأوبئة والأمراض خاصة سرطان الرئة الذي قال عنه إنه فتاك ولا علاج له، والوقاية هي خير سلاح لتفاديه خاصة التدخين. في هذا السياق، طالب البروفيسور بني إيدر بتطبيق قانون منع التدخين لأنه السبيل الوحيد للوقاية من سرطان الرئة. واعتبر الدكتور أحمد عزيز بوصفيحة أن سن القوانين لن يجدي إذا لم تحضر القيم والأخلاق لدى الطبيب. فيما رحب الدكتور طارق المتوكل بالأطباء المقيمين 800 طبيب بمركز ابن رشد، وبجميع الأطباء من مختلف الجهات والممرضين والتقنيين لحضور هذه الأيام العلمية التي تنظم للمرة الثالثة عشرة.