أوضحت مداخلات الأيام العلمية، التي ترأسها البروفيسور عبد اللطيف بن ايدار، عضو المجلس العلمي لمؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، أن سرطان الرئة هو السبب رقم 1 للوفيات المسجلة بالمغرب، وله أثر وخيم على الصحة العمومية، وبدأ يمتد إلى النساء، بعد أن كان حكرا على الرجال، بفعل تزايد عدد المدخنات، إلى جانب التأثر بالتدخين السلبي في الأماكن العمومية. ودعت توصيات الدولة إلى تحمل مسؤوليتها في الحد من آفة التدخين الصحية، من خلال توفير القوانين التنظيمية لقانون حظر التدخين في الأماكن العمومية، على اعتبار وجود مرضى بسرطان الرئة خارج فئة المدخنين، لكنهم تعرضوا له عن طريق التدخين السلبي. وشدد محمد برطال، رئيس جمعية التربية من أجل الصحة والاقلاع عن التدخين على ضرورة رفع مستوى وعي وتحسيس المراهقين والشباب بخطورة التدخين، وحثهم على عدم التدخين، وفي حالة إدمانهم، يجب تشجيعهم على الإقلاع على التدخين، في أقرب فرصة، قبل أن يستوطن الورم السرطاني في الرئة. وقدمت شروحات علمية، كشفت عن تنوع سرطان الرئة في المغرب، ما يفيد تنوع العلاجات الطبية المعتمدة لتشخيص وعلاج المرضى. ويأتي ذلك، على اعتبار أن التشريح يكتسي أهمية لتحديد نوعية العلاج، ومستوى انتشاره بناء على مستوى انتشاره في الجسم، ومدى استقراره في الرئة من بلوغه إلى العظام، لتحديد إمكانات اللجوء إلى العلاج الجراحي أو الطبي أو النووي. وأبرزت المداخلات أن علاج سرطان الرئة يتخذ من طرف فريق طبي متنوع التخصصات. من جهته، أكد هشام عفيف، المدير العام للمستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء، أن التدخين، كيفما كانت وسيلته، يتسبب في أضرار صحية وفي سرطان الرئة، وضمنه السيجارة الإلكترونية التي أكد على مخاطرها الصحية. وأفرز النقاش مجموعة أفكار وتوصيات بضرورة ربح رهان الوقت في تشخيص سرطان الرئة، استنادا إلى أن التأخر في رصد بداية المرض تحول المرض من قابل للعلاج إلى مرض لا تنفع معه إلا التدخلات المسكنة للألم. كما جرى التأكيد على ضرورة انخراط أطباء المستشفيات الجامعية في المساهمة في التشخيص المبكر لدى المرضى المدخنين، بغض النظر عن نوع المرض الذي قدموا للاستشفاء منه أو علاجه، وحث الأطباء العامين على الانخراط في هذه العملية، والتكوين المستمر في رصد وتشخيص سرطان الرئة.