شارك المغرب، رسميا وحزبيا وشعبيا في مسيرة الاحد بالشقيقة تونس، ضد استهدافها من طرف قوى الارهاب الداعشي، والذي حاول توجيه ضربة مركزة استهدفت الاقتصاد وبالأساس السياحة والاستقرار الأمني، وضرب المسلسل الديموقراطي الذي شرعت فيه تونس منذ أربع سنوات وهي تخطو لتجاوز منزلقات المرحلة الانتقالية. وقد شارك المستشار الملكي عبد اللطيف المانوني، الى جانب قادة العالم يتزعمهم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الغابون علي بونغو، كما شارك وفد حزبي رفيع يضم الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، والذي دعا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء من تونس ، إلى «توحيد القوى الديمقراطية والحداثية والتقدمية للدفاع عن قيم التسامح والأخوة والتضامن ومقاومة الإرهاب، والوقوف كقادة أحزاب أغلبية ومعارضة مع تونس، والتضامن معها في هذه المحنة التي تتطلب توحيد الإرادات حتى يتوطد المسار الديمقراطي في منطقتنا.» وجدد قادة وممثلو أحزاب وطنية الذين شاركوا في المسيرة الرسمية ضد الارهاب، «تضامن المغرب القوي بمختلف أطيافه السياسية ومكوناته المجتمعية مع تونس الشقيقة، ووقوفه إلى جانبها في مواجهة الارهاب، ودعمه المتواصل لمسارها الديمقراطي والتنموي». واعتبروا أن « مشاركة الوفد المغربي برئاسة مستشار صاحب الجلالة السيد عبد اللطيف المنوني، في هذه المسيرة الدولية التي حضرها عدد من قادة ورؤساء الدول والحكومات ووفود رسمية، تعد تأكيدا للمواقف التي أعرب عنها المغرب ملكا وحكومة وشعبا، والتي تجسد مبادئ التضامن والتآزر مع تونس الشقيقة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة الإرهاب، مؤكدين على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية من أجل التصدي لهذه الآفة». وشارك في المسيرة أيضا عدد من رؤساء البرلمانات العربية والأجنبية، من بينهم رئيس البرلمان العربي وممثل عن رئيس البرلمان الأوروبي والعديد من وزراء الخارجية العرب والأجانب، بالإضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات العربية والدولية.. وقد عرفت المسيرة الدولية المناهضة للإرهاب، التي انطلقت صباح أول أمس من ساحة (باب سعدون) في اتجاه متحف باردو، مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص للتأكيد على «أن الإرهاب ليس عدوا لتونس لوحدها، بل هو عدو مشترك للعالم بأكمله»». وردد المتظاهرون في هذه المسيرة «تونس حرة، والإرهاب على برا» . وحسب مصادر إعلامية، فإن المسيرة عرفت مشاركة عشرات الآلاف ممن سمحت الاجراءات الامنية الصارمة بوصولهم الى مكان التظاهر إذ ظلت أعداد غفيرة في مداخل المدن ، ولم تتمكن من الوصل. وقبيل بدء التظاهرة الشعبية، أعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أن لقمان ابو صخر زعيم أكبر جماعة وهو جزائري الجنسية قد قتل السبت الماضي بمعية تسعة من مناصريه وهو المتهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو في 18 مارس. وقالت وكالات أنباء إن «الشرطة التونسية قتلت ليل السبت عدة متشددين إسلاميين في عمليات في جنوب وشمال البلاد» في عمليات لملاحقة المسؤولين عن الهجوم الارهابي الدامي.. وقتل في الهجوم الذي شنه مسلحان في الثامن عشر من الشهر الجاري، سياح من اليابان وفرنسا وايطاليا واسبانيا وكولومبيا واستراليا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا وروسيا إضافة إلى مقتل شرطي تونسي. وارتفع عدد ضحايا الهجوم، الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه، إلى 22 قتيلا بعد وفاة امرأة فرنسية السبت متأثرة بجراحها..