يشكل تنظيم اولمبياد القراءة لبنة جديدة تضاف إلى المجهودات المبذولة على أكثر من مستوى لإعادة الاعتبار للقراءة ولدورها بالمؤسسة التعليمية وخارجها،ولتحفيز المتعلمين ومحيطهم على الإقبال على القراءة والتمتع بها بعدما ظل العزوف عن ممارسة هذه الملكة يأرق العديد من المختصين والمهتمين ويسيل الأقلام ويثير العديد من النقاشات بين متشبث بأحقية القراءة في تصدر وسائل التعلم والتثقيف، ومتعاطف معها يحن بها إلى ماض جميل وثالث منكر لدورها، مستسلم لجبروت الوسائط والمغريات المنافسة لها . وبغض النظر عن هذا النقاش المشروع،والذي لم ولن يتم الحسم فيه اليوم أو في الغد القريب ،فان الجميع يتفق على أن هناك العديد من الأمور التي تستوجب الوقوف للتأمل ،وإعادة النظر في الأهداف والوسائل وتتطلب التخطيط الدقيق المبني على الفكر التشاركي والعزم الأكيد علي التغيير نحو الأفضل، حتى تنطلق من جديد و تتمكن من مسايرة العصر وتستجيب لحاجيات الرواد .هنا وجب ومهما يكن الأمر، فان الفكرة في حد ذاتها تعتبر مكسبا ومصالحة مع الذات، ترسخ لثقافة، قد تدفع أولئك الذين ينعتوننا بالأمة التي لاتقرأ إلى تغيير نظرتهم وتأصل لفكر تشاركي وسنة حميدة، كفيلة بإعادة الاعتبار للقراءة بأنواعها، والابتعاد عن القراءة من أجل القراءة، والتعود على توظيف المقروء في الحياة اليومية، بنظرة إبداعية تأثث لمجتمع متعلم يسوده الحوار، والتواصل الايجابي،الذي سوف يساعد بدوره على احترام النفس وتقبل الآخر ويعطي القدرة على تدبير الاختلاف. وبالتالي اكتساب عادات اجتماعية سليمة - عبر القراءة الصحيحة والهادفة – كما ستمكن من تطبيق قواعد الديمقراطية الحقة عبر إتاحة الفرصة للناشئة للتباري والتنافس الايجابي الشريف، مما يجعل الفرد ينخرط بعفوية في المشروع المجتمعي الحداثي ،ويساهم في تنمية الذكاءات المتجددة التي يحتاج إليها الوطن . ولا بد من التذكير بدور القراءة وحبها والإدمان عليها، في بناء الشخصية المتوازنة والقوية، وفي إعداد مثقف المستقبل والأديب الذي سيحمل مشعل الغد ويحافظ على الثقافة المغربية الأصيلة ويطورها من هذا المنطلق، وانسجاما مع التوجهات العامة للبرنامج الاستعجالي ، ضمن مشاريعه التي تروم تشجيع تدريس اللغات وتعلمها وتفعيل أدوار مراكز التوثيق، وتنشيط نوادي القراءة وتعميمها وكذا المكتبات المدرسية ومكتبة الفصل وباقي الوحدات ذات الصلة.وسعيا وراء تحبيب القراءة للمتعلمين وإعادة الاعتبار لهذه الملكة الطيبة والارتقاء بالذوق الجمالي ، وكذا تمكين المتعلمين والمتعلمات من اكتساب مهارتي الحفظ والإلقاء، تعتزم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش تنسيفت الحوز ، تنظيم الدورة الجهوية الأولى لأولمبياد القراءة، اقتداء بالتجربة الوطنية التي عرفت إقبالا كبيرا خصوصا مع تزامنها مع فعاليات المعرض الدولي والتي جمعت إلى جانب أدباء كبار مبدعين صغار كما شكلت مناسبة فريدة لتشجيعهم وتفتيق ملكاتهم وإبراز مواهبهم. وتجدر الإشارة إلى أن نخبة من المتميزين والمتميزات في القراءة والحفظ والإلقاء من نيابات الجهة الست ، شيشاركون في هذه الدورة اعتمادا على نصوص شعرية ونثرية من الإبداع المغربي الصرف بالعربية والامازيغية التي أصبحت تشكل مكونا أساسيا في منظومة التربية والتكوين كما تعد هذه الدورة الجهوية الأولى دعوة للتشبث بالتميز في جميع المجالات والحرص على التنافس الشريف، والفرح لنجاح الآخرين اقلميا وجهويا ووطنيا ، حتى ندفع بالمدرسة المغربية- التي ننتمي إليها- لتحقق النجاح المرتقب، ونمكنها من إعداد جيل ناجح يتحلى بروح المواطنة ويساير الركب الحضاري في عالم سريع التحول . * منسق وحدة التوثيق التربوي أكاديمية مراكش تانسيفت الحوز