من مظاهر تزايد «الأفعال الإجرامية» التي سجلت مؤخرا بإقليمخنيفرة، حالة استأثرت باهتمام عدة أوساط من الرأي العام المحلي، وتتعلق بمواطن مسن تم اعتراض سبيله من طرف شخص عمد إلى الاعتداء عليه بعنف، وتسبب له في فقدان عينه اليمنى، وكم كانت المفاجأة ودرجة الاستياء كبيرة في دخول ملف هذه النازلة الدموية إلى بعض المتاهات التي جعلت المعتدي يخرج كالشعرة من العجين، متمتعا بحريته تحت شمس دولة الحق والقانون، رغم ما يتوفر عليه ضحيته من شهادات طبية تثبت عجزه في 60 يوما قابلة للتمديد! وفي هذا الإطار، أفادت مصادرنا بأن المواطن المسن، احماد بوشفيدة، كان في طريق عودته من أحد مساجد بلدة واومانة، إقليمخنيفرة، حيث أدى صلاة المغرب، ففوجئ بالمعتدي (أ.إ) يعترض سبيله على خلفية نزاع قديم حول قطعة أرضية، فأسقطه بعنف على الأرض وأخذ في ضربه ولكمه بطريقة هستيرية، علما بأن الضحية في خريف العمر (من مواليد 1933)، ليرتقي المعتدي بعنفه إلى توجيه رفسة قوية على مستوى العين اليمنى لضحيته، ما أدى إلى فقئها، كما هو مبين في التقارير الطبية المحصل عليها! وكم كان المعتدي في حالة هيجان شديد لحظة توجهه نحو بيته حيث استقدم أداة فلاحية كاد أن يصفي بها ضحيته لولا وجود عدد من المواطنين الذين كبحوا جماحه ولاذ بالفرار، بينما يوجد الضحية، احماد بوشفيدة، تحت المراقية الطبية وقد فقد عينه التي هي نور طريقه في الحياة، وحالته العامة لاتزال سيئة للغاية. ولم يفت مصادرنا التأكيد على أن المعتدي كان يطارد الضحية منذ زمن طويل، مهددا إياه في كل مرة بالقتل أمام مرأى ومسمع من الناس، والتبجح المستمر بنفوذه المادي والاجتماعي، وهو ما جعل المتتبعين يصدقونه من خلال ما تلا جريمته من تطورات مفاجئة، إذ لم يكن أي أحد يعتقد أن يتم إخلاء سبيله مباشرة بعد ساعات من اعتقاله لدى الضابطة القضائية للدرك، وتحرير محضر في حقه بحضور عدد من الشهود، وإحالته على استئنافية مكناس التي دخلها وعاد حاملا شارة «النصر» في وجه الجميع بكل لغات التحدي!