تستعد مدينة الناظور، ممثلة في الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني، لتنظيم مسيرة في اتجاه مليلية، للمطالبة بجلاء إسبانيا عن سبتة ومليلية والثغور المحتلة ، والاحتجاج والتنديد بما أقدم عليه الإعلام الاسباني من حملات إعلامية مغرضة وعدائية مجانبة للحقيقة على إثر الأحداث الأخيرة لمدينة العيون، وكذا استنكار المناورات والحملات المسعورة التي قام ويقوم بها الحزب الشعبي الاسباني ضدا على الوحدة الترابية للمغرب، ورفض القرار الأخير الذي اتخذه البرلمان الاسباني، باعتباره تدخلا سافرا في السيادة الوطنية للمغرب. وفي تصريح عبد القادر طلحة الكاتب الاقليمي للاتحاد الاشتراكي بالناظور،للجريدة، بهذه المناسبة أكد أنه «وعيا منا بالسياق المحلي والوطني العام الذي يجب أن يؤطر هذه المبادرة النضالية، ولتؤدي أهدافها ومراميها ورسائلها السياسية والرمزية دون السقوط في الانزلاقات وإقدام البعض على بعض الخطوات غير المحسوبة، والتي لا يمكن إلا أن تؤدي الى انفلاتات خطيرة ولها عواقب وخيمة، الجميع في غنى عنها، بادرنا كأحزاب سياسية منتمية للكتلة الديمقراطية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الاستقلال ، والتقدم الاشتراكية بالتداول في الموضوع وأصدرنا بيانا بهذه المناسبة ضمنا فيه موقفنا السياسي وتثميننا لهذه المسيرة في أهدافها النبيلة». وجاء في البيان أن الأحزاب الساسية الثلاثة تقدر عاليا التفاف الشعب المغربي حول قضاياه الوطنية المصيرية وفي مقدمتها الوحدة الترابية، كما ثمن بكل ايجابية النفس النضالي المتراكم على الصعيد الاقليمي بفعل المبادرات الوحدوية لكل أطياف الصف السياسي والنقابي والجمعوي والإعلامي، والتصدي الحازم لكل المؤامرات التي يحيكها الإعلام الاسباني وراء الحزب الشعبي الاسباني والمخابرات العسكرية. وفي السياق ذاته، شددت هذه الأحزاب السياسية على أنها سوف لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام كل المناورات أو المؤامرات ، سواء في ما يخص استفزاز مشاعر المغاربة من خلال الزيارات المتكررة لمليلية السليبة، أو من خلال تشويه صورة المغرب في المحافل الدولية بتزوير الحقائق وتضليل الرأي العام الأوروبي، دون مراعاة لعلاقات الجوار والمصالح المشتركة ما بين البلدين في انحياز سافر لشرذمة من المرتزقة والانفصاليين من صنع المخابرات الجزائرية على حساب شعب أصيل، له امتداد تاريخي وحضاري في تاريخ الشعوب. وبحسب المنظمين لهذه المسيرة التي تقرر أن تكون يوم السبت 11 دجنبر 2010 ،انطلاقا من ساحة بني نصار قرب باشوية بني نصار في اتجاه مليلية المحتلة ، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، فمن المنتظر أن يشارك فيها الآلاف من المواطنين المنتمين لمدينة الناظور والمناطق الريفية المجاورة، وذلك من أجل التأكيد على أن حقائق الجغرافيا والتاريخ تجعل من اسبانيا دولة مستعمرة، لكون أن الجيوب التي تحتلها هي أراض مغربية، وللتنديد بالصمت المريب للبرلمان الاسباني بخصوص ضحايا حرب الغازات السامة التي استعملتها اسبانيا في حق أبناء الريف. وفي خضم هذه التعبئة المسؤولة والواعية من قبل هيئات المجتمع المدني والسياسي بالإقليم، علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مقربة أن هناك من يتخذ من القضية مجرد عملية شد وجذب وردود أفعال انفعالية، يمكن تصنيفها في إطار المزايدات الفارغة، التي لن تأتي بأية نتائج تذكر بل يمكن أن تؤدي الى ما لا تحمد عقباه، فالأمر لا يتطلب شطحات فلكلورية، حركات بهلوانية، بقدر ما يتطلب حكمة وتبصرا وبعد نظر، فللمغاربة شيم وأخلاق وثقافة وحضارة اكتسبوها على مر الزمان لن تسمح لهم باتخاذ كذا قرار يمكن أن يكون فتيلا لإشعال نار الفتنة والحرب، فحذار من الاندفاعية المبالغ فيها، ونعم للتمسك بتحرير سبتة ومليلة والجزر الجعفرية.