يخوض الفتح الرباطي مباراتين هامتين لا تفصل بين نهاية الأولى وانطلاق الثانية سوى يومين. والبداية يومه الخميس لمنازلة المغرب الفاسي في نهائي كأس العرش، أما الثانية فتتعلق بالمباراة النهائية لنيل كأس الكنفدرالية الإفريقية ويتقابل فيها مع الصفاقس التونسي. وفي الوقت الذي صفق الجميع لانطلاق إقصائيات كأس العرش في وقت مبكر لمحو الصورة السلبية للتأخيرات المتتالية لنهائيات الكأس عبر سنين، فإن المرء يحتار لبرمجة نهاية في الوقت الذي يستعد فيه فريق الفتح الرباطي لاستحقاق قاري لطالما حلم المغاربة وليس الفتحيون وحدهم بلوغه خصوصا بعد الهزات العنيفة التي عرفتها الكرة المغربية إفريقيا. ويحق لنا أن ننعت صانع أفراح فريق الفتح المدرب المقتدر الحسين عموتة بظاهرة هذا الموسم، كونه يلعب على ثلاث واجهات (البطولة، كأس العرش ونهاية كأس الكاف) ويصطدم بإكراهات البرمجة غير المنصفة. إذ كيف يكون عقل هذا المدرب؟ وأي تركيز سيكون للاعبين وفكرهم مشتت بين نهائي مباراتي كأسي العرش والكاف، علما أن المباراة الأولى سيتابعها التونسيون بمدينة الرباط. وإذا افترضنا، وكل شيء ممكن في كرة القدم، أن المباراة وصلت أطوارها إلى الشوطين الإضافيين، فكيف ستكون لياقة اللاعبين البدنية لمواجهة فريق الصفاقسي؟ هذا إن افترضنا أيضا عدم تسجيل أية إصابة في صفوف اللاعبين وبالدرجة الأولى الأساسيين الذين يعول عليهم. إن الأهم بالنسبة للمغاربة الذين سيتابعون المباراتين معا هو الحسم في نتيجة مباراة كأس الكاف في الرباط، للاطمئنان على مباراة العودة بتونس، ولو أن الظفر بكأس العرش رهان كل مسير وحلم أي مدرب ولاعب. لقد خرج الحسين عموتة من جميع المآزق التي مر منها وفي صمت، رافعا تحديا لا مثيل له، ووصل لمنصة التتويج بثبات ودون ضجة إعلامية. فكيف يا ترى سيكون التعامل مع الفتح الرباطي لو كان له مدرب اسمه كلود أو برنار أو... لقد لعب فريق الفتح الرباطي مباراته ضد الصفاقس التونسي يوم الأحد وأمام الكاك يوم الأربعاء وحقق المبتغى، كما لعب ضد الرجاء البيضاوي برسم دوري البطولة الوطنية لقسم الصفوة يومين فقط بعد رجوعه من الديار المصرية وحقق تعادلا ثمينا بالبيضاء، ونفس النتيجة حققها بملعب العبدي أمام الدفاع الحسني الجديدة، وطار مباشرة إلى ليبيا وعاد بانتصار ثمين من طرابلس مكنه من حجز بطاقة المرور للنهائي قبل مباراة العودة بالرباط. فهل يتمكن الحسين إذكاء الحماس في صفوف لاعبيه وتحقيق حلم المغاربة في مباراة الأحد المقبل بغض النظر عن نتيجته أمام المغرب الفاسي؟ هذا أمر ليس صعب المنال بإرادة الجميع كل شيء ممكن.