بالنظر لحجم مدينة الدارالبيضاء ومكانتها الاقتصادية والاجتماعية، فإنها تعيش على وقع ظواهر عديدة ومختلفة ومشاكل متنوعة ، من بينها اكتظاظ سكاني كبير من جهة وندرة في الشقق الجاهزة للكراء من جهة اخرى، وإن وُجدت فإن السومة الكرائية المعروضة لاتتوافق، في الغالب، مع مستوى دخل الراغبين في الكراء وإمكانياتهم. رشيد شاب يبلغ من العمر 26 سنة، متزوج، يعمل بأحد المصانع بعين السبع يروي لنا قصته في البحث عن مسكن قائلا «تزوجت منذ سنتين، لم أرزق بأطفال لأنني شبه متزوج فأجرتي الشهرية لاتتعدى 2000 درهم ، وزوجتي لاتعمل، وهي تقطن عند أهلها منذ سنة، أراها مرة كل يوم عند عودتي من العمل، أشتغل في الصباح وأبحث عن مسكن بالمساء. منذ سنتين وأنا أبحث عن مسكن يجمعني بزوجتي. «نسيبتي كالْت لي مقادش عليها طلقها»، لكنني لم أستطع. توفقت في العثور على شبه شقة بغرفتين ومطبخ صغير لايكفي حتى لشخص واحد. وهي عبارة عن جمرة مشتعلة لأنها توجد فوق «فران ديال الخبز»، أكتريها بمبلغ 1000 درهم، اشتريت مكيفة كهربائية لتلطيف الجو لكن دون جدوى، فخرجت بقرار ان تظل زوجتي عند اهلها الى حين عودتي من العمل نظرا لشدة الحر داخل البيت» ، مضيفا «وجدت عدة شقق، لكنها غالية ، كما أن «مول الملك» الظاهرة منتشرة في الاحياء القريبة من الحي الصناعي يفضل ان يقوم بتقسيم منزله الى «بيوت» ليقوم بكرائها بمبلغ 900 درهم للببيت الواحد يقطنه حولي 6 او 5 مهاجرين، فهو مبلغ معقول ومُرض للطرفين، أما نحن المتزوجون واصحاب الدخل المحدود فلا موقع لنا من الاعراب...»! ياسين يبحث عن مسكن منذ مدة مقبل على الزواج، يقول « أنا مقادش على الشرا، ولكن مالقيتش الكرا، كلشي غالي» وقد «بحثت عن «الرهين» فوجدته بدوره غاليا، لقد أصبحت حائرا لا أعرف ماذا أفعل، إلى متى ستظل تنتظرني الفتاة التي قمت بخطبتها؟».