تساءل بعض المتتبعين والمهتمين بالمجال القروي، هل لمدونة السير مفهوم آخر خاص بالعالم القروي، أم أن بعض المشرفين من رجال المراقبة «يستخفون» بمواطني البوادي؟ إن ما يقع حاليا بتالمست إقليمالصويرة، لا بمكن أن يفسر بغير هذا التفسير المر، للأسف ، فقد اتصل بالجريدة بعض المواطنين الذين عاينوا تصرفات «مثيرة» يمارسها بعض عناصر الدرك الملكي بالطريق الرابط بين آسفيوالصويرة يوم السبت موعد السوق الأسبوعي المعروف بالمنطقة، والذي يؤمه العديد من سكان تالمست. والحكاية ، حسب شهود عيان ، أن كل قاطع للطريق من رصيف لآخر يوقفه الدركي ويطلب منه مبلغ 25 درهما ، ولما يسأل المواطن عن ذلك، يتلقى جوابا مفاده :« سير تقرا مدونة السير اللي جات باش تنظمكم» ! أما العابر من رصيف لآخر راكبا دابته فيؤدي مبلغ 50 درهما، 25 درهما جزاء له و25 درهما لبهيمته!! وطبعا، تضيف المصادر ذاتها ، دون تقديم أي وصل أو إشهاد أو أي «بون» على دفع هذه الذعيرة! فكم من عابر راجلا وكم من عابر راكبا يوم السوق الأسبوعي؟ وكم من ضحية أوقف ذلك اليوم والأيام الأخرى؟ وكم تركت هذه العملية من مئات الدراهم ؟ أسئلة كثيرة طرحها العديد ممن عاينوا العملية ، والتي تؤشر على معاناة شريحة مهمة من المواطنين ( بالبوادي والأرياف) الذين لم يجدوا من ينورهم ومن يسمع شكواهم ، ويجعلهم على بيّنة من كل مستجد يهم حياتهم اليومية؟ ترى هل قامت الجهات المعنية بتطبيق مدونة السير، بحملة تحسيسية ركزت على المجال القروي، من أجل شرح بنودها بأسلوب بسيط يراعي طبيعة سكان البوادي ومستواهم المعرفي ، حتى لا يبقوا عرضة ل «تأويلات» تزيد من حدة معاناتهم مع ظروف عيشهم القاسية؟!