بشكل مفاجئ، وبضربة مزاج، توقفت «غزوة» السلطات، التي كانت قد شنتها قبل الانتخابات الجماعية الاخيرة على «مهندسي» البناء العشوائي حتى بدا الأمر وكأن هذه «الغزوة» إنما استهدفت أشخاصا بعينهم لغرض معين وغاية مرسومة سلفا! الكل يذكر قرارات التوقيف التي صدرت في حق مسؤولين بعمالة مديونة ومسؤولين بمنطقة الهراويين، بمعية أعوان سلطة ومنتخبين ، حيث اعتقد الجميع ان تلك القرارات ماهي سوى تدشين لإجراءات وخطوات أخرى تتم خلالها متابعة المسؤولين عن «انبعاث» حزام الاسمنت العشوائي، الذي يبتدىء من المحمدية الى حدود دار بوعزة ، لكن «الغزوة» ودون سابق إنذار! تعثرت في الهراويين ، ليظل البناء العشوائي مستمرا حتى في هذه المنطقة ذاتها ، وبطريقة أفقية هذه المرة، بدون أن تضبط هذه «التجاوزات» من قبل «ساتلات» الدولة وأعين الوكالة الحضرية! أما في بعض «قلاع» البناء العشوائي (المكانسة، دار بوعزة، بوسكورة...) فلاتزال «الصناديق» هي سيدة التراب، بل هناك من بين «عرّابي» البناء العشوائي من تمكن من الوصول الى رئاسة الجماعة التي حول حرثها الى طوب و«كياس»، وجعل من سكان دواويرها «جيشا» في الانتخابات يضعه على رأس الجميع! هذا دون إغفال من تحولوا، في رمشة عين ، إلى «بورجوازيين» بفعل هذا «الهتك الترابي»! فهل الأمر يتعلق بهزيمة للسلطات أمام «المد العشوائي» لهؤلاء، يُفهم منها بأن عملية محاربة البناء العشوائي هي محددة في وقت معين ولهدف معين، وكأنها غزوة «طاكتيك» لمعادلة حساباتية معينة؟ كل الوقائع تشير إلى أن بعض «عرّابي» إفساد المجال الترابي، لن يمسسهم شيء، بل بإمكانهم «احتلال» الصدارة في التسيير، هنا وهناك، وبالتالي بمقدور «عشوائية الأسمنت» أن تواصل هتك الأرض ، في واضحة النهار وظلمة الليل، مادامت حملة السلطات المعنية قد أصابها « الخجل»!