غلبتني صيحتي، لما عاج طيف عاشقتي. لكنني عجزت عن لملمة نتوءاتها التي تراودني؛ تجتاحني، لتتلألأ سرابا، ضبابا، كضياء بلورات راقصة تغريني؛ أو أسئلة جنائزية تحيرني في دواخلي القصية المرتجة بغير مقدار. أيها المخبوء في ثمالة كأسي؛ أيها المخبوء في طلاسم أوثاني؛ وذعري، لاتته في سر عينيها الحوراوين؛ بل صل على شاهدة مثواها بقريض لاهب كالجمر يزيد الجراح جراحا؛ في فورة نهار ساطع قبل أن يشيع الغروب ما فضل من الشفق المتوهج؛ ويطوح بي السهد في غسق الدجى. لينزف جرحي، مرة، ومرة، ومرات، سَاخنا مثل زخات مزن صاعقة في عز صيف؛ أذكر أني لفلفت فيه أناشيد زمن ولى؛ طفقت نقوشا سومرية محفورة على شاهدة جدث سيجه صدري لمن احتضروا في مقابر ذاكرتي؛ وأظل أنا بلا عنوان شريدا؛ لأن صيحابي كفوا عن سماع صهيل وجدي ذات منتصف ليل، فهويت، وأنا أكتب على السوالف المهدلة هيامي بمداد من نزيف هدني؛ قبل أن ينهش ذباب الموت لظى عشقي؛ ووقدة اشتياقي، فأموت لذكراها الحارقة شهيدا، شهيدا، شهيدا.