لم يخف اعمر أركون، شقيق المفكر الجزائري الراحل محمد أركون، تذمره من الحصار القوي الذي كانت تفرضه السلطات الجزائرية على شقيقه. وقال إن محمد أركون «لم يكن يشعر بأدنى حرية في الجزائر، لم ينعم أبدا بحرية التعبير في بلده عكس التي وجدها بفرنسا، حيث درس 30 سنة بجامعة السوربون، وبها نشر أفكاره حول الفكر الإسلامي ونظرته حول الإسلام وحوار الديانات، مثلما فعله في مختلف الجامعات في العالم، إلا جامعات بلاده التي حرم منها». وأوضح شقيق أركون- ردا على سؤال طرحته عليه يومية «الجزائر نيوز» حول أسباب عدم دفنه في الجزائر- «محمد أركون كان يحب كثيرا المغرب، وربما هذا هو السبب الذي دفع بزوجته لدفنه في المغرب، لقد اتصلت بنا يوم الثلاثاء 14 شتنبر لتخبرنا بوفاته، وأخبرتنا أنها قررت أن تدفنه في المغرب، بالقرب من المنزل المتواجد بمدينة الدارالبيضاء والذي اشتراه شقيقي سنة 1990 بعد زواجه. طلبنا منها أن تتراجع عن قرار دفنه في بلد أجنبي، وأصريت على ضرورة دفنه ببلده الجزائر، لكن دون جدوى، فقد قالت لنا إن زوجها هو من عبر لها عن رغبته في دفنه بالمغرب». وانتقد الشقيق بشدة سلوك سلطات بلاده التي لم تقم- حسب تعبيره- «بأية مبادرة لنقل جثمان مفكرها وعالمها، وظلت صامتة وساكنة، ولو أن السلطات الجزائرية قامت بمبادرة صغيرة فقط، لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، نحن نرى جثمان أحد أبرز المفكرين الجزائريين يدفن في المغرب».