اختار جلالة الملك وفدا رفيع المستوى لتمثيل المغرب في الاحتفال الرسمي بيوم بلادنا في المعرض الدولي لشنغهاي 2010، يوم أمس 30 شتنبر، وقال عبد الواحد الراضي، رئيس الوفد، إن مشاركة المغرب في المعرض «لبنة جديدة في العلاقات المغربية الصينية»وفي كلمة رئيس بلدية شنغاي، أشاد بالعلاقات المغربية الصينية وبالرواق المغربي الذي حرص احمد عمور، رئيسه، على أن يكون حاضرا في أجندة الزائرين. شنغاي - عبد الحميد جماهري اختار جلالة الملك وفدا رفيع المستوى لتمثيل المغرب في الاحتفال الرسمي بيوم بلادنا في المعرض الدولي لشنغهاي 2010، يوم أمس 30 شتنبر، وقال عبد الواحد الراضي، رئيس الوفد، إن مشاركة المغرب في المعرض «لبنة جديدة في العلاقات المغربية الصينية». وذكر رئيس مجلس النواب بتاريخ العلاقات المغربية الصينية التي تعود الى سبعة قرون خلت منذ الرحلة الشهيرة للمغربي ابن بطوطة. وقال الراضي «إن المغرب وإن كان من البلدان الأبعد جغرافيا عن الصين، فإنه الأقرب إليها في تشبث كل منهما بهويته الوطنية الاصيلة وانفتاحه الايجابي على العصر». وحضر الاحتفال كل من وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، ووزير السياحة البشير الزناكي، وسفير المغرب في الصين حكيم لعلج. وفي كلمة رئيس بلدية شنغاي، أشاد بالعلاقات المغربية الصينية وبالرواق المغربي الذي حرص احمد عمور، رئيسه، على أن يكون حاضرا في أجندة الزائرين. ورافق الوفد الرسمي وفد إعلامي يتقدمه خليل الادريسي رئيس فيدرالية الناشرين. الرواق المغربي يبدو كما لو أنه بناية خارج المعرض، أي أقيمت لتدوم بحيث أن واجهته (24 مترا طولا( تعكس صورة المغرب المعمارية وشخصيته الهندسية، يتزاوج فيها المعمار بالروح الحضارية. واختار المنظمون المغاربة بذكاء، المزاوجة بين الصين (أدراج الارض بالمرمر الصيني) والمغرب (الخزف)، في شراكة رمزية، أثارت الجمهور الشيء الذي تبين من خلال التوافد الملحوظ على رواق بلادنا. (للاشارة، فالمغرب هو البلد الافريقي الوحيد الذي شيد رواقه بنفسه، لأن أغلب الدول توجد في رواق هيأة البلد المنظم) وفاقت الزيارات التوقعات الأكثر تفاؤلا(قدرت في بداية المعرض ب60 ألف زائر يوميا أي حوالي 7 ملايين زائر خلال مدة المعرض). وقد لاحظنا هذا التفاعل خارج فضاء المعرض نفسه، حيث أن اسم المغرب، الذي يعجز أغلب سكان شنغاي عن تحديد موقعه في الخارطة، تصاحبه حركات إعجاب تشير الى المعرض المقام على مساحة ألفي متر مربع (2000 متر مربع). وقد اختار المنظمون شعار «مدينة أفضل لحياة أفضل»، لتنظيم المعرض الدولي في شنغاي (ينطقها اهلها شنهاي)، وهي إحالة على أن المدنية تمتح أصلها من المدينة، بما يعني الاحتفال بالحضارة في عمرانها وسكانها بالاحتفال بالمدينة، كخزان لهذه الحضارة، وكما في العربية، فإن الحضارة (المدنية) تجد أصلها في لغات العالم مخزونا في كلمة المدينة نفسها (اللاتينية مثلا تتحدث عن سيڤيطا، المدينة لتتحدث عن سيفليزاسيون الحضارة). وشنغاي المدينة هي ايضا حضارة بنيت على ضفتي نهر يانغسي أهم نهر في الصين، وتعني شانغاي مدينة على البحر، وتلخص تاريخ الصين وتاريخ مدن العالم، حيث أن أكبر العمارات توجد فيها، وعبر ترابها وليست محصورة في شارع واحد (مانهاتن مثلا). ويقام معرض شنغاي، على صورة المدينة، فوق ضفتي النهر (هوانغبو، مابين جسر لويو وجسر نانبو، على مساحة تفوق 5 كلم مربع، تسنده خلفية تأهيل هذا الجزء من المدينة كاستفادة مباشرة من المعرض، وتقول وثائق المعرض إنه يتأسس على قاعدة المدينة المنسجمة، التي ترمز الى وحدة الانسان مع الطبيعة، والانسان مع الزمن بماضيه وحاضره ومستقبله. وتتمثل قيمة الانسجام في الفضاءات الخضراء (المساحات الخضراء عندنا) وقد شعر الحاضرون بهذه القيمة في المدينة قبل المعرض، حيث مابين العمارات، فضاءات لحدائق تجري فيها الأنهار ضدا على قادة الإسمنت! في حين يحرص المعرض على انسجام الزمن الثلاثي (ماضي، مضارع، مستقبل)، من خلال الحفاظ على البنايات العتيقة، إبان المعرض وبعده، في احترام واضح وعيني لتاريخ الانسان وتراثه الثقافي، بما هما رهان أساسي لمستقبل أكثر روعة، للبشرية وللطبيعة.