سيحتضن المعرض الدولي للدار البيضاء أول معرض ينظمه مهنيو قطاع النقل واللوجستيك وذلك ما بين 23 و27 نونبر 2010 . وستكون هذه الدورة مناسبة للاعلان عن ولادة الاتحاد الافريقي للنقل واللوجستيك كما ستكون مناسبة للتلاقي بين مختلف الفاعلين في قطاع النقل واللوجستيك. واستنادا إلى رئيس فيدرالية النقل بالاتحاد العام لمقاولات المغرب عبد الاله حفظي، فإن تنظيم المعرض الدولي للنقل والحركية واللوجستيك تمليه ضرورة مواكبة القطاع لمقتضيات البرنامج التعاقدي للفترة 2010 - 2015 المبرم مع الحكومة بهدف تفعيل الاستراتيجية المتكاملة لتطوير المنافسة اللوجستيكية بالمغرب، والعمل على مواكبة المجهودات الاستثمارية الحكومية في مجالات البنيات التحتية وتطوير كافة أشكال النقل الطرقي والبحري والجوي. ورغم أن العرض الذي قدمه حفظي في الندوة الصحفية المنعقدة يوم الجمعة الأخير بالدار البيضاء ،كان في مجمله بمثابة تكرار لما سبق لوزير التجهيز والنقل كريم غلاب أن ردده، بما في ذلك الاشادة بارتفاع حجم الاستثمار العمومي وتزايد الاهتمام بالتكوين المهني، إلا أن حالة القطاع التي تطرق إليها بعجالة كانت في الواقع حكما صريحا على ما آل إليه القطاع رغم الخطاب المعسول، فهو لم يتردد في القول عن القطاع انه عملاق بأرجل هشة، وعلل هذا الوصف بكون القطاع الذي يضم حوالي مليون شخص ، يساهم بحوالي 6% من الناتج الداخلي الخام وحوالي 9% من حصة قطاع الخدمات. كما أنه يستحوذ على 1/3 الاستهلاك الوطني من الطاقة ويساهم ب 15% من ميزانية الدولة، ويعاني من تدني مستوى المهنية وتقهقر المستوى الاجتماعي للمهنيين كما يعاني من تشرذم وتقادم الحظيرة، وتبعا لذلك فإنه يساهم بشكل كبير في تلوث البيئة ويفرض تسخير كل الجهود لمعالجة الاشكاليات القانونية والادارية للحظيرة التي تضم نظريا 2,8 مليون وحدة متنقلة بين العدد الحقيقي للعربات المتنقلة فعليا في حدود 2 مليون وحدة. أما بالنسبة للنقل الطرقي الدولي، فلاحظ بأنه لم يعد يمثل إلا حوالي 2% من مجموع الرحلات المنجزة بين المغرب وأوربا. الوضع المتردي للقطاع لم يمنع عبد الاله حفظي من توقع تقليص حوادث السير خلال السنة المقبلة بحوالي الثلثين بفعل الشروع في تطبيق مدونة السير وبفعل الفصل بين مسؤوليات كل من السائق والناقل والشاحن، ومع أن هذا التوقع يبدو متفائلا أكثر من اللازم، إلا أن شروع المهنيين في منافسة المعارض التي تصنف في خانة قطاع الريع يعد باستقطاب مختلف الشركات الدولية والوطنية الممونة منها والخدماتية للمشاركة في المعرض، ويبقى الأمل في ألا تقتصر مشاركة البنوك على الترويج لمنتوجاتها التقليدية، وأن تؤمن للمقاولين المغاربة امكانية الاستثمار الفعلي في القطاع وفق شروط تحمي المغرب من الغزو الأجنبي، فإنشاء اتحاد افريقي للنقل واللوجستيك بمشاركة 12 دولة لن يكون مجديا للمغرب إلا إذا توفر المغرب فعلا على المؤهلات التي تمكنه من القيام على أحسن وجه بالمهام المنوطة به في مجال تقوية العلاقات بين دول الجنوب، ثم في مجال لعب دور صلة الوصل بين الجنوب والشمال.