احتضن مقر الشركة العربية الافريقية للتوزيع والنشر والصحافة «سابريس» مساء الجمعة الماضي لقاء خصص لتقديم الأعمال الكاملة للكاتب والفنان المسرحي الراحل عبد الصمد الكنفاوي، التي أعيد نشرها مؤخرا من قبل شركة «سبريس». استحضر الصحافي عبدالله الستوكي، الذي خبر عبد الصمد الكنفاوي وعاش رفقته معه وقتا ليس باليسير، جانبا من المسار المسرحي والحياتي، حيث أشار في كلمتة له بالمناسبة، أن الكنفاوي كان «انسانا استثنائيا وفنانا مبدعا ينضح بالخصال الانسانية». واعتبر الستوكي، الراحل الكنفاوي انسانا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لا يدخر جهذا لتذليل الصعاب وقطع كل المسارات الصعبة للوصول إلى الآخر لأجل دعمه. وأشار الستوكي إلى أن مسار الراحل عبد الصمد الكنفاوي يعكس بقوة واقع المجتمع المغربي كما جاء في اعماله، ووصفه كونه «إنسانا ذا مواهب متعددة». كما حيا الستوكي، في الآن ذاته زوجةالفنان المسرحي الراحل عبد الصمد الكنفاوي دانييل التي حافظت على مخطوطاته ورصيده الابداعي، مشددا في الوقت ذاته أنه تجاوز الفني و المسرحي، ليشمل آفاقا نضالية أخرى سواء على مستوى النقابي أومن خلال مواقفه الوطنية التي كانت تروم الدفاع عن القيم النبيلة ونبذ كل الأمراض المجتمعية مثل الرشوة. وفي السياق ذاته سلط الصحافي محمد جبريل الضوء على أعمال عبد الصمد الكنفاوي، موضحا أن أعمال هذا الأخير تتميز، أساسا، بواقعيتها و كذلك بطابعها «الحالي» و الآني، كونها عالجت قضايا لا تزال تنخر المجتمع و يعاني منها المواطن المغربي، حيث ان نصوصه صالحة لزماننا هذا كما تميزت أيضا، يشير جبريل، بأصالتها، كون الراحل الكناوي تعامل مع الدارجة المغربية من خلال بحثه في اللغة، مما جعل نصوصه أكثر غنى، أكثر تشبثا بالقيم الانسانية الأمر الذي ضمن له ولأعماله الاستمرارية. من جانبه عاتب المخرج الشاب أيوب العياسي، الاكاديميين لعدم الانخراط في «مشاريع لتوثيق الذاكرة»، و المبادرة لتخليد اعمال شخصيات طبعت التاريخ الابداعي المغربي لتتعرف عليها أجيال من بعدها. واقترح أن السبيل لأجل التعريف بأعمال الراحل الكنفاوي بين صفوف الجيل الجديد، الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة، وخاصة الانترنيت لمزيد من الاشعاع. وكان اللقاء، مناسبة ابرز خلاله محمد برادة المدير العام ل«سابريس» اهمية مبادرة إعادة نشر الأعمال الكاملة للكاتب والفنان المسرحي الراحل عبد الصمد الكنفاوي من قبل شركة «سبريس»، وجمعية «كان ياماكان»، التي أكد رئيسها انها مبادرة تنخرط في اطار جعل الفن والابداع في خدمة التنمية، وكذلك التنمية في خدمة الابداع، وأحد روافد تنمية مدينة العرائش التي ينتمي اليها هذا المبدع الراحل، عبد الصمد الكنفاوي. وفي سياق متصل أبرز جمال الدين الناجي قيمة المنتوج الابداعي للراحل عبد الصمد الكنفاوي، مذكرا بقوته التي استمدها من السياق التاريخي في سنوات السبعينيات، في اشارة إلى مسرحية «بوكتف». واقترح الناجي، من أجل ربط التواصل بين ابداعات الراحل الكنفاوي والجيل الجديد، خلق سندات ابداعية جديدة تتماشى وراهنية المجتمع الحالي. واعتبر، في هذا الإطار أن انجاز مشروع قصص مصورة، (رسوم متحركة)، لبوكتف مشروع يمكن أن يساهم في اشعاع متجدد لإبداعات الراحل الكنفاوي. كما أبرزت باقي الشهادات، بشكل خاص، علو كعب الكنفاوي في مجال الرياضة كونه كان من بين مؤسسي فريق الهوكي للرجاء البيضاوي وكذا مدى حبه للموقع التاريخي و«ليلي» الذي كان يحز في قلبه أنه لا يلقى الاهتمام اللازم، وكذلك في مجال المسرح، مما أعاد الاعتبار للمسرح الشعبي من خلال اعتباره الشكل النبيل للتعبيرات الفنية. وتتكون المجموعة الكاملة لأعمال عبد الصمد الكنفاوي، الذي يعتبر رائد المسرح المغربي، بشكل خاص من مسرحيات «سلطان الطلبة» و«بوكتف» ومسرحية «مولى نوبا» وسلطان باليما و«سي التاقي واللحية الزرقاء». وتتضمن أيضا الترجمات والاقتباسات التي قام بها لمسرحيات موليير وبريخت وغوغول وغيرهم من رواد المسرح العالمي. وتجدر الاشارة إلى أن عبد الصمد الكنفاوي، المزداد سنة1928 بالعرائش، بدأ مشواره الدراسي بإعدادية مولاي يوسف بالرباط، ثم تابع دراسته بعد حصوله على شهادة البكالوريا بكلية الدراسات القانونية بالرباط. وقد شغل الكنفاوي، قبل وفاته في منتصف السبعينيات، عدة مهام منها شغله منصب الملحق الثقافي لسفارة المغرب بفرنسا.