في زمن انكسارات الكرة الوطنية على الساحة الإفريقية، يبقى الفتح الرياضي العزاء الوحيد لكرة القدم المغربية، وذلك من خلال تمثيله المشرف للمغرب على واجهة كأس الاتحاد الافريقي. فبانتصار فريق الفتح الرياضي على فريق حرس الحدود المصري، في المباراة التي جرت مساء الأحد على أرضية ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بهدف واحد من رأسية مركزة للاعب روكي، يتربع فريق الفتح الرياضي على كرسي الزعامة بست نقط، وبفارق نقطتين عن مطارديه. الفريق الرباطي كان يعرف أن لاخيار أمامه غير الانتصار على فريق حرس الحدود المصري إن أراد الاستمرار في السباق على التأهل إلى الأدوار المقبلة، ولكل هذا، عمل الحسين عموتة على نهج تاكتيك قوامه الهجوم، والضغط بقوة على دفاع فريق حرس الحدود، وهكذا سلك عموتة خطة (4 - 4 - 2)، الشيء الذي مكنه من الضغط من الأطراف، والاعتماد على الكرات العرضية، والتمريرا ت القصيرة قرب مربع عمليات فريق حرس الحدود، الذي اعتمد خطة دفاعية لسد وسط الميدان، وخنق رئة فريق الفتح الرياضي، ومنعه من بناء لعبه من الدفاع ووسط الميدان. كما عمل الفريق المصري على الاعتماد على على إيقاع بطيء خلال الشوط الأول، وذلك من أجل تنويم المباراة، وعدم مجاراة فريق الفتح الرياضي في لعبه، لأنه كان يعتقد أن إنهاء المباراة بالتعادل في شوطها الأول هو إضافة الضغط على فريق الفتح، الذي سيعمد إلى الضغط أكثر، وبالتالي استغلال فقدانه لطراوته البدنية، من أجل التحول من مدافع إلى مهاجم . هذه الخطة أعطت أكلها من حيث النتيجة التقنية، والتي تميزت بالتعادل خلال الشوط الأول، لكنها لم تغير من مستوى أداء فريق الفتح الرياضي، الذي والى هجوماته خلال الشوط الثاني من المباراة، وبجدية أكبر، وقد ساعده في ذلك اعتماد حرس الحدود على الهجوم، لأنه كان يعرف جيدا أن نتيجة التعادل لن تكون في صالحه بالنظر لنتيجتي المبارتين السابقتين أمام الصفاقسي التونسي وزناكو الزامبي، واللتين انتهيتا بالتعادل. هذا الهاجس جعل عموتة يعطي تعليماته للاعبيه بالضغط أكثر، كما عمد على تعزيز ذلك بالقيام بتغييرات اعتمدت على إضافة الطراوة البدنية مع الاحتفاظ بالحس الهجومي الذي سلكه منذ بداية المباراة، ولهذا كانت كل تغييراته على مستوى خط الهجوم الشيء الذي أعطى أكله في الدقيقة 57 عندما نفذ الزويد هجوما أنهاه بكرة عرضية عميقة، تجاوزت رؤوس دفاع حرس الحدود لتلتقطها رأس روكي، ولتودعها في الزاوية البعيدة التي كانت بدون حرس، وليلهب حماس المتفرجين على المدرجات، والذين لم يتجاوزوا 2000 متفرج، وكان عليهم أن يكونوا بالآلاف، لأن فريق الفتح محتاج فعلا إلى من يحتفل بنتائجه، لأنها نتائج تستحق أن يحتفل بها لأنها النتائج الوحيدة التي تخلق مساحة للفرح. الفرح كان مكتملا بتلك الروح الرياضية التي سادت المباراة، رغم بعض الحركات الهجينة للاعب مونشاري، والتي لم تؤثر على الجو العام للمباراة التي عرفت تحكيما جيدا، الأمر الذي أبعده عن الاحتجاجات رغم الندية. يذكر أن الفريق المصري غادر أرض المغرب على متن طائرة عسكرية يوم أمس الاثنين، لأنه سيستقبل فريق الفتح الرياضي في مباراة الجولة الرابعة عن هذه المجموعة يوم الأحد المقبل، والتي ستدور بمدينة الاسكندرية. تصريحان: الحسين عموتة، مدرب الفتح الرياضي، بانتصارنا في هذه المباراة، نكون قد حققنا الأهم، والأهم هو الحصول على نقط الفوز، وقيمة الانتصار تأتي لكونه تحقق أمام فريق حرس الحدود المصري، الذي له تجربة كبيرة، إذ سبق له أن شارك خمس مرات في هذه الكأس، يضاف إلى ذلك، كون فريق الفتح الرياضي عاد من بعيد (العودة من القسم الوطني الثاني). ف ي ما يخص المباراة، فقد خضناها بحس هجومي، وكنا نود إنهاء الشوط الأول بانتصار لكي نحكم سيطرتنا على المباراة، ونتحكم فيها برؤيتنا، ولكن ذلك تأتى في الشوط الثاني، وهذا أيضا مهم . الآن سننظر إلى مباراة الإياب التي ستجري بمصر يوم الأحد المقبل، وسنتعامل معها بالجدية المطلوبة، لأنني أتعامل مع كل مباراة بمعزل عن الأخرى، كما أن هذا لايعني أن هناك طموحا للفوز بهذه الكأس، رغم أن الطموح يتكون بعد كل انتصار. في ما يخص نتائج المباريات الأخرى، كنت أتمنى انتصار فريق الصفاقسي التونسي على فريق زاناكو الزامبي، لأن ذلك كان سيقوي حظوظنا في التأهيل، ولأن ذلك كان سيعلن إقصاء فريق زاناكو، الذي سنواجهه بزامبيا. هذه النتائج حافظت على حظوظ جميع الفرق، وسيبقى الصراع قائما إلى آخر مباراة. طارق العشري مدرب حرس الحدود المصري. لقد شاهدنا خمسة أشرطة لفريق الفتح الرياضي، ووقفنا على مكامن قوته والتي تتجلى في الاندفاع القوي من الأطراف، إضافة إلى قوة اللاعب بنشريفة في الكرات الثابتة. لقد كان هدفنا الرئيسي هو عدم الانهزام، لذلك اعتمدنا على عدم المغامرة في الشوط الأول، مع الاعتماد على الكرات المرتدة السريعة. هذه الخطة كنا مضطرين لتغييرها خلال الشوط الثاني لما سجل علينا الهدف الوحيد الذي عرفته المباراة، الآن سنستقبل بملعبنا كلا من فريق الفتح ثم فريق زاناكو، وسنعمل على الفوز فيهما وتحقيق نتيجة إيجابية ضد فريق الصفاقسي التونسي، وسنكون خلال هذه المباراة معززين بأهم عناصرنا، التي حرمنا منها خلال هذه المباراة بسبب الإصابة أو عقوبة التوقيف. في ما يخص مجموعتنا فهي مجموعة قوية والأمل في التأهل يبقى من حق الفرق الأربعة.