تحل يومه الاثنين 30 غشت ذكرى اليوم العالمي ضد الاختفاء القسري التي يحتفي بها العالم كل سنة، ليس من أجل استرجاع ذكريات مؤلمة لواقع إنساني خلفته حقب الاستبداد وحكم أعقاب البنادق تحت ذرائع شتى، سياسية ايديولوجية وقومية والنتيجة واحدة عالميا اختفاء أناس أو إخفاء أناس بالأصح ووضعهم في أوضاع خارج الوضع الطبيعي، بل تخلد هذه المناسبة لتجاوز كل إمكانية للعودة لهذه الأسباب والطريق واحد هي الدمقراطية والإقرار بحقوق الإنسان من حيث هو إنسان لا يجوز المساس به أو استباحة حرماته وحقه في الحياة الكريمة. في المغرب عرفنا حالات قاسية جدا للاختفاء القسري مازالت عدد من العائلات تطالب بالحقيقة، بل لايزال المجتمع المغربي برمته يطالب بمعرفة حقيقة ما جرى كما هو حال الشهيد مجهول القبر والمصير المهدي بنبركة، الذي مازالت أسرته الكبيرة والصغيرة تطالبان برفاته على الأقل وكأضعف الإيمان لرجل وطني كبير سارت بذكره حركات التحرر في العالم. فكل العالم الحر والمحب للحقيقة مازال ينتظر أين المهدي. ومازال الحاج المانوزي وزوجته أطال الله في عمره ينتظر طلة الحسين. ابتسامة الحسين، وهج الحسين وحس خلية من خلايا الحسين الحية أو الميتة لتشتم فيها الأسرة بأكملها ومعها الأهل والأحباب والوطن رائحته. يظل الجرح غائرا ومفتوحا وتبقى العدالة ناقصة وغير سوية بدون أن يعرف الجميع كل الحقيقة ومنطق العدالة الانتقالية وطي صفحة الماضي المؤلم والتوجه الى المستقبل أكيد لا يتم دون معرفة الحقيقة وما يليها ودون تأخير. المختفون والمغتالون والمعدمون والمعذبون في تاريخ المغرب لم يكونوا سوى أبناء وبنات هذا الشعب، عانقوا الوطن وأحبوه بطريقتهم. ساهموا في النقد البناء و أسسوا في المخيال الجماعي صورة وطن يكبر بأبنائه ويبنى بسواعدهم وعرقهم لبنة لبنة وحقهم على الوطن ومطلبهم منه أن يكون للجميع. وحينها لن يختفي أحد.