ظلت سكينة محمدي أشتياني تنتظر داخل زنزرانتها بسجن تبريز، غرب إيران حيث تقبع منذ خمس سنوات، الرد على طلب إعادة النظر في قضيتها. ونذكر بأن «جريمتها»، التي تم تعترف بها إلا تحت طائلة التعذيب، تتمثل في بإقامتها لعلاقتين عاطفتين خارج إطار الزوجية، سبق وتعرضت للجلد بسببها ب 99 جلدة أمام ناظري أحد أطفالها. وهاهو حكم آخر يصدر قبل بضعة أشهر ويقضي برجمها حتى الموت. ولتأثره بهذا التهديد الذي يستهدف حياة سكينة، فإن الرأي العام الدولي ينتظر كما هو الشأن بالنسبة لها إعادة النظر في ذلك الحكم. ومن جانبها، هاجمت الإيرانية سكينة محمدي أشتياني، التي تواجه عقوبة ?الرجم حتى الموت?، محاميها محمد مصطفائي، الذي فر قبل أيام إلى تركيا، متهمةً إياه بالمتاجرة بقضيتها، واستغلال اسمها في الترويج لأكاذيب، كما قالت إنها كانت على دراية بمؤامرة لقتل زوجها، ولكنها كانت تعتقد أن الأمر مجرد ?مزحة.? وعلى الفور رد مصطفائي بقوله إن موكلته أدلت بهذه التعليقات، التي نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، بهدف ?حماية حياتها?، كما أشار إلى أن عقوبة الإعدام الصادرة بحقها على خلفية اتهامها بقتل زوجها، تم إسقاطها، حيث تواجه المرأة، البالغة من العمر 43 عاماً، عقوبة الإعدام لإدانتها بتهمة ?الزنا.? وكان مصطفائي ذكر أن موكلته اعترفت بارتكاب الجريمة بعد معاقبتها ب99 جلدة، مشيراً إلى أنها عندما علمت بأن عقوبة ?الرجم حتى الموت? بانتظارها، سحبت اعترافها السابق، وأكدت أنها لم ترتكب أية أعمال يمكن أن تُعاقب عليها. وخلال المقابلة مع برنامج ?20:30?، والتي أذاعها التلفزيون الرسمي مساء الأربعاء، وجهت أشتياني اللوم لمحاميها، وقالت إنه استغل قضيتها للمتاجرة بها، وذكرت أنها لم تلتقي به أبداً. وحمل البيان الذي ألقته أشتياني، خلال المقابلة، صوت امرأة أخرى، نظراً لأنها تتحدث بلهجة أذرية، مما قد يجعل كلامها غير مفهوماً لبعض الإيرانيين. وجاء في البيان: ?إنني أبلغ مصطفائي: كيف تجرؤ على استخدام اسمي، وتستغل اسمي في الكذب، تتحدث بأشياء عني هي بعيدة تماماً عن الحقيقة?، وقالت إنها لم تكن تريد أن يتم إبلاغ أسرتها بأنها في السجن. كما تحدثت أشتياني عن واقعة قتل زوجها، وقالت إنها كانت لديها معلومات عن مؤامرة قتله، ولكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد في ذلك الوقت، بحسب قولها. وأضافت في هذا الصدد: ?لقد دخل الرجل حياتي، وخدعني بكلامه، وقال دعينا نقتل زوجي?، وتابعت: «قام بخداعي مجدداً وقال إنني سوف أفعل ذلك من أجلك، إنه زوج سيء، إنني سوف أعتني بك، لقد كان ابن عم زوجي، وكان يقول أشياء عن زوجي.» وذكرت في بيانها: «وبعد ذلك أدركت، عندما ذهبت إلى السجن، أن له سجلاً إجرامياً، وأن هذه الجريمة هي الثالثة، وعندما قال لي يجب أن نقتل زوجي، لم أصدقه ولم أعرف أن زوجي سيموت، لقد اعتقدت أنه يمزح، أو أنه ربما يكون قد فقد عقله.» وتابعت: «عندما كانت والدة زوجي بمنزلنا في أحد الأيام، ذهبت لأشتري لها الدواء، وقد شاهدته هناك وكانت بحوزته بعض الأدوات التي قام بشرائها، ومن بينها أدوات كهربائية، وأسلاك وقفازات، وطلب مني أن أرسل أطفالي إلى منزل جدتهم.» وبحسب ما ذكر المدعي العام لمحافظة «أذربيجان الشرقية»، مالك أجدر شريفي، فإن «زوجة القتيل أعطته حقنة سقط بعدها في نوم عميق، ثم جاء الرجل وحمله ووضعه في حوض الاستحمام، وأوصل سلكين كهربائيين بجسده، مما أسفر عن مقتله.» وذكر مقدم البرنامج أن وسائل الإعلام الغربية، تولي اهتمامها بهذه القضية كوسيلة للضغط على طهران، لإطلاق سراح ثلاثة أمريكيين اعتقلتهم السلطات الإيرانية قبل عام، على المنطقة الحدودية بين العراق وإيران. من جانبه، وصف مصطفائي، في تصريحات من العاصمة النرويجية أوسلو، والتي وصل إليها بعد طلبه حق اللجوء السياسي، برنامج ?20:30? بأنه «أداة من أدوات الحكومة»، وقال: «برنامج 20:30 تديره الاستخبارات الإيرانية.» وكان مصطفائي قد اختفى دون سابق إنذار، أواخر يوليوزالماضي، وقالت منظمات معنية بحقوق الإنسان إنه لجأ للاختباء خوفاً من تعرضه للاعتقال، بعد استجوابه واعتقال أسرته، ليظهر بعد ذلك في تركيا، حيث تم اعتقاله هناك لفترة، قبل أن يتم إطلاق سراحه وتسلميه إلى البعثة الدبلوماسية الأوروبية بأنقرة.