على الرغم من انتصاره بثلاثة أهداف نظيفة لم يكن النادي المكناسي مقنعا في أدائه أمام فريق من قسم الهواة لعب بتسعة لاعبين طيلة الشوط الثاني، في مباراة سدس عشر نهاية كأس العرش، التي جرت أطوارها تحت الأضواء الكاشفة الباهتة كالعادة بالملعب الشرفي بمكناس. انطلق الشوط الأول من اللقاء، الذي أداره الحكم مصطفى بوشطاط من عصبة الشرق، والرغبة تحدو أصحاب الأرض في هزم شباك حارس النواصر مروان أبو الفتح منذ الوهلة الأولى لإرباك الخصم، لكنهم فشلوا في اختراق الدفاع المتماسك للزوار. وبعد مرور أزيد من 24 د يتمكن مهدي عياش من افتتاح باب التسجيل إثر هجوم جماعي، ورغم الحماس الذي أبدته العناصر الكوديمية لإضافة أهداف أخرى فإن انعدام الفعالية والتركيز من جهة والخطة العقيمة التي اعتمدها المدرب هشام الإدريسي طيلة اللقاء لم تسهل مأمورية اللاعبين، لتنتهي الجولة الأولى بتفوق المحليين ب1 - 0. وفي الجولة الثانية، وعلى الرغم من النقص العددي للفريق الزائر، إثر طرد اللاعب محمد باز في نهاية الشوط الأول، فقد خلقت عناصره متاعب كبيرة للنادي المكناسي الذي لم يظهر بمستوى حجم اللاعبين، إذ لم يتمكن من إضافة الهدف الثاني سوى بعد الطرد الثاني من صفوف الزوار «المدافع محمد مسولي»، وذلك إثر مجهود فردي لأيت عزا في د70، ليقتصر لعب الزوار على الدفاع والقيام بين الفينة والأخرى بمرتدات بقيادة عبدالصمد أميش كأبرز وأنشط عنصر في صفوفه، إلا أن جل محاولاته لم تشكل أية خطورة على الحارس عزيز الكيناني. وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة يسجل رضوان الوردي هدفا جميلا ويعلن بعد ذلك الحكم نهاية اللقاء بانتصار الكوديم بثلاثة أهداف نظيفة . انتصار سيذكي لا محالة حماس اللاعبين ويرفع من معنوياتهم، لكنه لم يقنع الجمهور الذي تابع اللقاء ويتطلع إلى الأفضل، ويبقى الإطار الفني مطالب بتغيير نهجه التكتيكي في المباريات القادمة وبالأخص البطولة منها. وحقق فريق الشباب بتأهله لدور الثمن إنجازا حقيقيا في ظل غياب الاستقرار في محيطه، وفشل المساعي المتخدة من أجل خلق لجنة مؤقتة للإشراف على أموره، أو بالمعنى الأوضح، التأخر في تحديد الأسماء التي سوف يعهد إليها بتسيير الفريق في بطولة الموسم الجاري. في هذا السياق، وفي غياب مخاطب رسمي للفريق، كاد لاعبو الفريق عدم الالتحاق بالملعب بعد أن احتجزهم مالك الفندق الذي أقاموا فيه تربصهم، مطالبا بمستحقاته وديونه، حيث تدخل الزياتي الرئيس السابق لتسديد المستحقات بواسطة شيك باسمه! وظهرت بوادر عدم الرضى على محيا لاعبي الشباب بالرغم من تحقيقه للفوز، بسبب ما وصفه أحدهم بالوضع المتأزم الذي يمر منه الفريق وغياب التحفيز المطلوب وعدم وجود مخاطب يتكلف بتسديد مستحقاتهم ومنحهم!