يعيش سوق الجملة للخضر والفواكه منذ سنوات على إيقاع الفوضى المختلفة الأبعاد والمستويات التي تجسدت في سوء التسيير الذي لا تزال انعكاساته/تداعياته مفتوحة في وجه البحث والتحري من طرف الجهات الرسمية، في انتظار الإعلان عن الخلاصات المتوصل إليها بشأن «التجاوزات» التي شكلت محور نضال الرافضين لها، في وقت لاتسر فيه الأرجاء الداخلية للسوق الناظرين من تجار ومهنيين أو زوار ومستهلكين، بفعل علامات الاهمال المستشرية في كل شبر من أرجاء السوق الذي لم يغرق في الفوضى فحسب، وإنما تحيط به تلال من الازبال والنفايات المنتشرة في كل شبر داخله، في تأكيد تام على فشل الشركة التي حظيت بصفقة تدبير النظافة داخل السوق، والتي تتوفر على «أسطول» متهالك لايتجاوز شاحنتين، فضلا عن كونها لاتحترم مقتضيات دفتر التحملات، وفق مصادر من السوق، الأمر الذي أدى إلى «تلويث» أرجائه فأضحى في وضعية مزرية تبعث على الشفقة والرثاء؟ عجز الشاحنتين عن تدبير نفايات السوق ومواكبتها من أجل ضمان نظافة المكان، قابلته «قوة» في ارتكاب الحوادث المميتة، التي كانت إحداها عنوانا على مأساة كبرى، استاء منها جميع من حضر تفاصيلها التي بقيت عالقة في أذهانهم ، والتي كان سوق الجملة مسرحا لها يوم السبت 31 يوليوز حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، وتحديدا في الرقعة بين الجناح 6 والجناح 7 بالممر المؤدي إلى باب الدخول، وذلك عندما دهست إحدى الشاحنتين وهي زرقاء اللون من نوع رونو رقمها 8 أ 79766، شخصا في الثلاثينات من عمره وهو من سكان الاحياء المجاورة للسوق، الذي كان الراحل يجعل من فضاءاته مصدرا لعيشه وكسب قوته اليومي قبل أن يصير مصدرا لمفارقته للحياة وهو في مقتبل العمر، حيث كان يمارس مهنة حمال بواسطة عربة يدوية بعجلتين، حيث خبا بريق الحياة في عينيه في غفلة من الجميع خلال ذلك اليوم عندما دهسته عجلات الشاحنة التي واصلت طريقها لأمتار، وحرمت ذويه من النظر إلى وجهه أمام أعينهم لمزيد من الأيام. الحادثة التي سارع المسؤولون إلى «تطويقها»/»احتوائها» تخوف عدد ممن تواجدوا ويتواجدون بسوق الجملة للخضر والفواكه من أية محاولة لقلب حقائقها، مطالبين بحفظ حقوق ذوي الهالك وفتح ملفات الإهمال والتسيب التي «يغرق» السوق بين تفاصيلها!