على باب الاعتراف، نافذة ورسم جديد لأسماء ظلت دوما تمنحنا وحدة لقياس المرحلة، لقياس الزمن الذي لانلتفت إليه إلا حين نصبح أمام الفراغ. على باب الاعتراف ، لحظة لاستعادة الأمل محمد بونو من الاسماء التي أطلت على عالم التسيير في رياضة التنس بصدق ونبل... هو اختيار ليس إلا. محمد بونو الذي تعرفت عليه عن قرب، على الجانب الايسر من الصدر الذي ينطق بما تراه العين، العين وحدها. محمد بونو ابن تواركة، يحضى باحترام وتقدير خاصين من كل مكونات التنس، فهو حاضر دائما ، مساهما بشكل مستمر في ايجاد الحلول. ومخبئا كل ما من شأنه ان يخلق المشاكل سواء هنا او هناك. هو رجل التوافقات بامتياز. لم أشاهد يوما محمد بونو في لحظة غير مستوية، ظل دائما صاحب هدوء مثل الجبل ولو في اللحظات العسيرة، بل أكثر من ذلك، لايحب الظهور ولاتجده في الصور الخاصة برياضة التنس. ولا أخفي أنني تعبت كثيرا في ايجاد صورة لهذا الرجل. كانت المفاجئة كبيرة، حينما غاب اسم محمد بونو عن لائحة المكتب الجامعي الجديد. كانت غريبة جدا مادام الرجل ظل دائما محافظا على مكانته الخاصة بين كل المكونات. ولم يضع نفسه يوما في طرف ضد طرف آخر. او محددا لمعادلات الربح والخسارة، لم يفكر أبدا في ايجاد مكان له داخل مساحات الامتيازات التي ظلت شعارا دائما لدى العديدين. محمد بونو، أصبح اسما على علم ، وأعطى للمكتب الجامعي السابق الذي كان يقوده محمد مجيد، نوعا من الثقل. ولست أدري أية حسابات رمت به خارج اللائحة . بالطبع في عوالم التسيير، لابد من الحفاظ على تلك الخلية الصلبة، حتى نضمن الاستمرارية، ونضمن تجنب الاخطاء. هذا ما حصل في المكتب الجامعي الجديد، فرغم توفره على عناصر شابة ووازنة وذات مصداقية الا أنها تنقصها التجربة المطلوبة. لذلك كان من المفروض ان يكون اسم بونو حاضرا في لائحة الوافد الجديد على التنس، الذي رفع شعار التغيير دون ان يدرك ان التغيير الحقيقي يولد من رحم الاستمرارية. هذا ما تعلمناه من أصحاب «عيون العقل». بونو اليوم ورغم انه لم يعد ضمن طاقم (دار البريهي) الا أنه مازال دائم الحضور، عكس الكثيرين من الاعضاء الجامعيين السابقين او الجدد، الذين لاتسجل حضورهم الا في الجموع العام او في الحفلات او اللقاءات ذات الطراز العالي. بالطبع، هذه خصال لاتتوفر لدى عامة المسيرين، الا من رحم ربك، اولئك الذين جاؤوا الى الرياضة والى عوالمها، عن حب وعن اخلاص وعن ارادة في الاشتغال. لست أدري ماذا لو حافظ بعض اعضاء المكتب الجامعي السابق على مواقعهم وأحددهم بالاسم، كالدكتور قاسم عزيمة الذي ظل وفيا للارقام وللمصداقية ايضا. وبالفعل ظل هذا الثنائي (بونو - عزيمة) محافظا على علاقات عالية رغم بعض البياضات هنا او هناك مع هذه الجهة او تلك، لكن لو حافظ هذا الثنائي على موقعه، كان بإمكان ان يمنح للمكتب الجامعي الجديد الكثير من المفاتيح بالنظر الى التجربة التي راكمها الاثنان عبر أزيد من عقد في تدبير شأن التنس الوطني، عقد من التسيير اليومي، ومن فهم أدق التفاصيل التي تتحكم في هذا العالم الذي تتقاطع فيه الكثير من الحسابات ومن المصالح، سواء تعلق الامر بتدبير شؤون الجامعة او في البحث عن الحلول للمشاكل التي يطرحها الآباء والاولياء والابطال على حد سواء. مشاكل مازالت مطروحة اليوم، رغم بعض المفاتيح الصغيرة التي عالجت جزءا صغيرا من مشاكل الامس. سيظل بونو من الاسماء التي رسمت لها عناوين كبرى سوء في نادي الرباطي او في جامعة التنس. وظل محافظا على علاقات جيدة مع كل الالوان.