هل من حق الرأي العام المحلي والوطني معرفة القيمة المالية لمهرجان «أصوات نسائية، بتطوان؟ ولماذا كل هذا التكتم والتهرب للإدلاء بالفاتورة التي تقتطع من ميزانية المدينة؟ أسئلة عديدة وكبرى، لايمكن أن تجدها لدى أعضاء جمعية أصوات نسائية بتطوان، لا لشيء سوى لاستفراد معالي الرئيسة بكل القرارات وبكل التفاصيل المصاحبة لمهرجان، قيل إنه مهرجان المدينة. غير أنه لايحمل سوى اسم المدينة، ويدبر من خارج المدينة، وفي غياب أبنائها، وفي غياب الكفاءات والطاقات التي تزخر بها المدينة. فالقيمة المالية التي يرددها البعض في المدينة والتي تفوق المليار و200 مليون سنتيم، لاتوازي حجم الأسماء الفنية التي أثثت ليالي مدينة تطوان، حيث لوحظ تراجع في الأسماء الفنية دورة بعد أخرى. إذ اقتصر الأمر في الدورة الثالثة على استضافة اسم فني لبناني وحيد، وهي الفنانة نوال الزغبي واسم مغربي لامع هي الفنانة أمال عبد القادر، اللتان استطاعتا استقطاب جمهور وصف بالمتوسط، هذان الاسمان هما اللذان أنقذا ماء وجه المهرجان. وحسب مصادر مقربة من أعضاء جمعية «أصوات نسائية»، فإن هذا يعود بالأساس إلى استفراد رئيسة الجمعية، السفيرة كريمة بنعيش بكل القرارات الادارية والتنظيمية والفنية، حيث وصل الأمر إلى تهميش الأستاذة سميرة القادري، عضوة الجمعية، والمديرة السابقة للمهرجان. مما حدا بها إلى التواري عن الأنظار وعدم المشاركة في التنظيم، الشيء الذي انعكس سلبا على المستوى الثقافي الفني للمهرجان. بل تقول بعض المصادر إن الرئيسة أوكلت جميع الصلاحيات التنظيمية والإدارية لبعض موظفي وكالة تنمية الأقاليم الشمالية، هاته الأخيرة لاتعدو أن تكون سوى جهة داعمة كباقي المؤسسات العمومية الداعمة للمهرجان، حيث أصبحت كل القرارات والتعليمات تصدر عن هؤلاء الموظفين الذين تطاولوا على صلاحيات أعضاء مكتب الجمعية، حيث علمت الجريدة أن وكالة تنمية الأقاليم الشمالية هي التي فرضت على الجمعية، كما هو الشأن في الدورات السابقة، التعامل مع الشركة المنظمة للمهرجان، ومع شركة أمن خاص، هاته الأخيرة، وكعادتها، تمادت في استفزاز الفعاليات الثقافية بالمدينة والشخصيات العمومية، هذا إلى تعمدها استفزاز الصحافة. وما يؤكد تفويت صلاحيات الجمعية لموظفي وكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية، هو أن نفس الشركة المنظمة لمهرجان أصوات نسائية وشركة الأمن الخاص، هي نفسها المنظمة لمهرجان أليغريا، الذي بدوره فوت جزء من اختصاصاته وصلاحياته لموظفي الوكالة. وبالعودة إلى البرنامج الفني، فإن مصادر مطلعة أكدت لمكتب الجريدة بتطوان أن مكتب جمعية«أصوات نسائية»، كان يفكر في تأثيث البرنامج الفني للمهرجان بأصوات نسائية من المدينة من قبيل الفنانة سلوى الشودري وسميرة القادري. هذا الى اقتراح مشاركة الفنانة والمغنية اللبنانية هيفاء وهبي، ليتفاجأ الكل، باستضافة بعض الفرق الهاوية والمطربين المغاربة المغمورين وكذا بعض الأسماء الأجنبية، التي وصفها البعض بفرق «طروطوارات» و«الميتروات». أما أكبر الفضائح التي عرفها المهرجان هو حفل الافتتاح، والذي تأخر عن موعده لأكثر من ساعتين، وعرف تكريم أسماء لاعلاقة لها بالمدينة. سكان مدينة تطوان كانوا ينتظرون الشيء الكثير من هذا المهرجان، كما كانوا ينتظرون أن يتطور الى ماهو أحسن وإشراك جميع الفعاليات الثقافية والفنية للمدينة وإبراز موروثها الثقافي والفني، غير أن المهرجان إذا ما سار على هذا المنوال، فإنه حتما سيظل مجرد أصوات وأصوات عوض أصوات نسائية.