استطاع «جحا» المغرب أن يأسر قلوب الآلاف من محباته ومحبيه من مختلف الأعمار صغارا وكبارا، ومن مختلف الشرائح الاجتماعية، إذ يسارع الصغير قبل الكبير للتحلق حول شاشة التلفاز مساء كل خميس لمتابعة أطوار حلقة جديدة من «حديدان» الشخصية /المسلسل الذي استطاع أن يؤكد أن التراث الشعبي الشفاهي غني وزاخر، ويمكن لأي كان أن يلقى ذاته في جزء من تفاصيل الحكي/السرد من خلال تشخيص أسرة السلسلة المغربية بامتياز، التي استطاعت التفرد إن على مستوى معالجة/التطرق للقضايا الاجتماعية المختلفة في قالب هزلي، أومن حيث العناصر الفنية/الإبداعية التي وظفتها مخرجة المسلسل فاطمة بوبكدي التي ظلت وفية لاختياراتها التراثية. فضول/تطلع لاكتشاف «تحديدانيت» المشتركة ما بين «حديدان» رب الأسرة الذي تربى على نسج الحيل ونصب «الفخاخ» ويدعو أبنائه إلى السير على منواله ونفس نهجه، وبين أفراد أسرة المسلسل ( دواحة، دلالة «حنا»، خميس، خميسة، لمخنتر )، وباقي «الشركاء» من قبيل ( خضرة كميشة ...)، وهي الشخصيات التي حضر فيها أبطال/نجوم السلسلة بقوة وتمكنوا من تقديمها على طبيعتها، مما ساعد على المتلقي/المشاهد التفاعل معهم في مختلف المواقف التي تطبعها السخرية والهزل والحكمة في قالب كوميدي. هو منتوج فني بين بالملموس تعطش المشاهد المغربي لتلقي كل الانتاجات التلفزية والسينمائية التي يجد ذاته فيها والتي تعبر عن حاله بشكل من الأشكال، شريطة أن تكون واقعية انطلاقا من السيناريو وصولا إلى الإخراج ومرورا بالتشخيص والأداء، عكس ما يتم «فرضه» على شاشة التلفاز بين الفينة والأخرى من «مسلسلات» مدبلجة توجد في وضعية شرود