سأكتب وصيتي، رجاء اقرأوها ونفذوها بكل مبالغة ممكنة: ضعوني في صندوق من حديد، وارموني في قاع البحر. خذوا رأسي وضعوها في مدفعية، ثم سددوا جهة كازاخستان أو الهونولولو شدوني إلى أربعة خيول، وليسرع كل واحد منها باتجاه إلى حين أتمزق إربا إربا، ضعوني في غرفة لوحدي مع نجاة اعتابو، افرضوا علي الأكل من جيفة في صحراء مالي، علقوني من «شفار» عيني.. احموا المقالع والمقامع ثم اسبلوا عيني، ضعوا قنبلة تحت لساني واشعلوا فتيل ثورة في بطني، لمدة سبعين سنة، أقيموا معسكرا للاعتقال وأعيدوا ما شئتم من الجلادين، وامنحوهم ما شئتم من الأغلال ليجتهدوا في تعذيبي صباح مساء ويوم الأحد، أعيدوا عرشان إلى وظيفته وقدور اليوسفي وحارس تازمامارت، اقتلوا كل الأسود واتركوا أسد زيان وحده يتجول في بيتي، إذا شئتم، نكلوا بي وعلموا شباط كيف يقتات من سمعتي ويطلق كل حوارييه علي ليلا ليعضوني من جبيني، جربوا فيّ الحامض الفوسفوري إذا شئتم، أو قولوا لجرار بيد الله أن يدهس أسناني، كلها دفعة واحدة. اسهروا على تخريج فوجين متتابعين من القوات المساعدة ومكنوهم من كل هراوات البلاد، وقولوا لهم بأن لديهم عطلة كاملة في لحمي من الضرب..! علقوني، جففوا بي الأرض جڤلوني(من جاڤيل) ضعوا آلة حدادة حامية على أصباعي التي تكتب، اصعقوني بكل الكهرباء، سواء كانت من السدود أو من المحطات الحرارية أو من الطاقة الريحية، اطلقوا الكلاب، حقيقة ومجازا، على جسدي ينهشونني، اصلبوني على طريق ازعير، أو في قمة توبقال، واتركوا كبدي للنسر يلتهمه.. استدعوا أكبر الساديين يبدعون في العبد الضعيف كل أنواع القتل والجرح والضرب، ولا تعاقبوا أحدا يطعنني بسكين حامية.. عودوا إلى القرون الوسطى وآتوني بكبار الإقطاعيين ومدربي الكلاب الوحشية، استعينوا علي بكل الدول الشيوعية السابقة وبالكلاك، إذا شئتم افرضوا علي الإنتماء إلى حزب عبد الله القادري.. اجعلوني نائب عرشان في مكتب حزبه.. ضعوني في لائحة المختطفين والمنفيين والمغتالين، رجاء، افعلوا هذا، أو ضعفه أو زيدوا قليلا، لا تقولوا بتاتا لي أن «مركز هشام مبارك» من مصر يتضامن معي، فكل الذي سبق أهون علي، ولن يجعلكم تسخروا مني..! لا تجعلوا مركز هشام مبارك يتضامن مع محنتي في الصحافة، زيدوني محنة أخرى على ما سبق، لكن رجاء، أتوسل إليكم، أبوس الأرض من تحت نعالكم، لا تجعلوا مبارك وأبناءه يتضامنون معي ويستنكرون محنة الصحافة في المغرب..!!!!!