ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن تنظيم القاعدة يعتزم إطلاق مجلة الكترونية ناطقة بالإنكليزية سيكون الداعية الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي، الذي اتهم أخيراً بضلوعه بدور عملي مباشر في محاولة تفجير طائرة أمريكية، بالإضافة إلى حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود العسكرية، أول الكتاب فيها. ونقلت الشبكة عن مصدر ضليع في الاستخبارات ومؤسسة (بيفا) التي تعنى بالأبحاث حول الإرهاب إن الموقع الالكتروني سيمنح العولقي منصة جديدة للحفاظ على صلاته بأتباعه. وكان موقع العولقي على الانترنت قد أزيل بعدما أطلق الملازم في الجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، النار على زملائه في قاعدة (فورت هود) العسكرية وقتل 13 جندياً في نوفمبر الماضي، وقد أشارت التحقيقات إلى ارتباط العولقي به. وقال المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية تشارلي آلن إن عدد أتباع العولقي يقدرون بالمئات وتلقى رسالته رواجاً في الولاياتالمتحدة وكندا وهو كان قد دعا إلى قتل أميركيين. وكان عدد من المسؤولين الأمريكيين قد تناول في مؤتمر حول الأمن في آسبن ع موجة التجنيد الجديدة التي تستخدم الانترنت لنشر رسالة الاسلام الاصولي، وقد كان العولقي اساسياً في المناقشات التي أجريت. وقد أبلغ رئيس المركز الوطني لمكافحة الإرهاب مايكل ليتر المؤتمر أنه كان للعولقي دور (عملي مباشر) في محاولة تفجير طائرة كانت متوجهة من امستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وقد اعترف تنظيم القاعدة في اليمن بوقوفه خلف محاولة التفجير التي نفذها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، وأشارت مصادر (فوكس نيوز) إلى أن العولقي ربما كان الوسيط بين عبد المطلب والشخص الذي صنع القنبلة في اليمن. كما ارتبط اسم العولقي بمحاولة التفجير في ساحة (تايمز سكوير) في نيويورك. وعلى صعيد آخر، كشفت دراسة خاصة غير منشورة منذ عام 2006، أن منظري تنظيم القاعدة الاستراتيجيين، وضعوا سبع مراحل للوصول إلى بناء دولتهم في 2016، لتبدأ بعدها المعركة الشاملة بحسب تعبيرهم بين قوى الإيمان وأعداء الإسلام. واستخدم منظرو القاعدة أسماء لكل مرحلة من المراحل السبع، ويمتد الإطار الزمني لمراحل القاعدة من بداية 2000 إلى ما بعد 2016. مرحلة الإفاقة وتشير الدراسة التي جاءت تحت عنوان «التيار الجهادي في الإسلام المعاصر ومآلاته بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 » إلى أن القرارات العسكرية لتنظيم القاعدة مرهونة بالخطة العسكرية الإستراتيجية التي تعمل على تنفيذها القاعدة مستقبلاً والتي بدأت فعلياً في عام 2000، حينما هاجمت عناصر من التنظيم المدمرة الأمريكية يو إس كول التابعة لسلاح البحرية الأمريكية في ميناء عدن اليمني، لتأتي بعدها أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليكون ذروة الصدام بين القاعدة وأمريكا. وتعد مرحلة الإفاقة أولى مراحل التنظيم العسكرية، بدأت بعملية تسديد ضربة موجعة للأمريكان يفقدهم رشدهم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر. وكان هدف القاعدة دفع أمريكا إلى ردود أفعال ارتجالية سريعة غير مدروسة بحق من ضربها. فكان إعلان بوش حربه الصليبية ودعوته لتحالف دولي للقضاء على الإرهاب، ومن وجهة نظر القاعدة يعد هذا نجاحاً للمرحلة الأولى في استدراج واشنطن لضرب الأمة الإسلامية لتفيق من نومها، حيث بدأت هذه المرحلة من احتلال أفغانستان وانتهت باحتلال الأمريكان للعراق في 9 أبريل 2003. ووفق تقديرات مفكري القاعدة الاستراتيجيين، فقد أجبرت المرحلة الأولى الأمريكيين على الخروج من قواعدهم التقليدية إلى ساحة معركة واسعة. مرحلة فتح العيون يعتقد مفكرو القاعدة في المرحلة الثانية وهي مرحلة فتح العيون التي بدأت مع احتلال بغداد،برسم أوطان محتلة وعدو هائل، وتقوم خطة القاعدة في هذه المرحلة على إدامة حالة الاشتباك مع العدو، وإعطاء القاعدة زخماً جديداً بتحويلها من تنظيم إلى تيار يصعب القضاء عليه. والقاعدة في هذه المرحلة تعد للوصول إلى الآتي: الاشتباك المباشر مع إسرائيل في فلسطين،حرق النفط العربي، وحرمان الغرب والأنظمة العربية من الاستفادة منه، والإعداد لمرحلة الجهاد الالكتروني عبر شبكة الإنترنت، وإعطاؤها أهمية عالية ليبدأ تأثيرها مع بداية المرحلة الثالثة من الخطة المرسومة، وهي اتخاذ العراق قاعدة لبناء جيش من الشباب القادم للجهاد، سيعاد نشره مع بداية المرحلة الثالثة في دول الجوار. مرحلة النهوض أعطى منظرو القاعدة أنفسهم مساحة زمنية لتنفيذ هذه المرحلة من بداية 2007 وتنتهي مع بداية 2010، والوقوف على القدمين عندهم يعني القدرة على الحركة الفاعلة المنتجة، سيتم في هذه المرحلة التركيز على عملية التغيير في المنطقة المحيطة بالعراق، يتم التركيز على الشام، واختيار الشام لم يكن عشوائياً. فهم يستندون إلى أحاديث نبوية صحيحة، تؤيد هذه الرؤية لديهم المخططات الصهيونية الأمريكية لتقسيم الشام (سوريا الحالية ولبنان وشمال الأردن) إلى دويلات طائفية بما يخدم تفكيك أي دولة محيطة بإسرائيل مهما كان نوعها لإعادة ترتيب المنطقة بما يخدم تطلعات إسرائيل. وتقول الدراسة:» إن نظرية العمل الإسلامي الجهادي الذي تتبناه القاعدة، تقوم على استغلال أي حالة لفقدان السيطرة الأمنية،ففكرة (جند الشام) طرحت منذ أمد بعيد في أفغانستان، ولم تكتمل بسبب الغزو الأمريكي، والشباب الذين عملوا على الفكرة عادوا إلى سوريا ولبنان، وبعضهم متواجد في العراق، وقد أعدوا أنفسهم لاستثمار فرصة ما قد يحدث في لبنان أو سوريا حالياً». في نهاية هذه المرحلة سيكون تيار القاعدة قد أنهى استعداده لبدء الاشتباك المباشر داخل فلسطين وعلى حدود فلسطينالمحتلة، وفي حالة ما حصل ذلك ستكرس القاعدة قيادة شرعية للأمة الإسلامية دون أي منازع. وسيمتد ضرب إسرائيل ليصل إلى بعض المناطق التي يوجد فيها لليهود نفوذ قوي في بلاد المسلمين، والمقصود هنا تركيا،فإنهاء حالة سيطرة يهود الدوما على الجيش ومفاصل الاقتصاد التركي، سيسمح للأمة الإسلامية بامتلاك قوة عسكرية ومادية قوية. مرحلة استعادة العافية تبدأ المرحلة الرابعة من سنة 2010 وتنتهي مع بداية سنة 2013، سيتم التركيز فيها على إسقاط الأنظمة العربية عبر الاشتباك المباشر والقوي. معها، سيكون تيار القاعدة في هذه الفترة قادرا على ضرب النفط العربي وإحراقه، مما سيحرم الأمريكان من أهم الدعائم الاقتصادية وسيؤدي إلى إضعاف بعض الأنظمة العربية، إضافة إلى ذلك ستكون إمكانيات القاعدة الإلكترونية قد اكتملت لشن هجمات إلكترونية على الاقتصاد الأمريكي. مرحلة إعلان الدولة وفق إستراتيجية القاعدة ستكون هذه المرحلة مع بداية 2013 وتنتهي عام 2016، في هذه المرحلة ستكون القبضة الأمريكية قد تراخت في المنطقة، وستكون إسرائيل عاجزة عن القيام بضربات استباقية وقائية، والمعادلة الدولية ستكون معالمها قد تغيرت، فالصين إذا ما قدر لها الاستمرار ستكون قوى عظمى، وكذلك الهند، يؤمن منظرو القاعدة أن متغيرات مستقبلية ستحدث ونتائجها ستصب في مصلحة تيار التغيير والجهاد الإسلامي العالمي، سوف تمكنهم، من إعلان دولة الإسلام، دولة الخلافة هو الهدف الاستراتيجي للقاعدة. مرحلة المواجهة ستكون هذه المرحلة هي السادسة، وتبدأ عام 2016، وهي مرحلة المواجهة الشاملة - بحسب منظروي القاعدة - بين قوى الإيمان وقوى الكفر العالمي، فالمواجهة الشاملة ستبدأ بإقامة دولة الإسلام مباشرة، والعالم سينقسم إلى معسكرين : معسكر الكفر ومعسكر الإيمان، وهذا ما ضمنه زعيم التنظيم أسامة بن لادن في الكثير من رسائله. مرحلة الانتصار النهائي هذه هي المرحلة النهائية في خطة القاعدة العسكرية الإستراتجية، والمعركة الشاملة والواسعة وفق منظري التنظيم ستحسم في سنوات قليلة، لأن قدرات دولة الإسلام ستكون هائلة، بالاستناد على عدد المسلمين الكبير (مليار ونصف المليار نسمة) مما سيرهب أعداء الإسلام وفي مقدمتهم دولة إسرائيل.