سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في مجلس جهوي موسع بالأقاليم الصحراوية .. حبيب المالكي : قوة الاتحاد الاشتراكي تكمن في قدرته على مناقشة كل شيء بدون عقد ومركب نقص، لأن بيته من زجاج شفاف
قال حبيب المالكي، عضوالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والذي أطرالمجلس الجهوي الموسع للأقاليم الصحراوية :إن قوة الاتحاد الاشتراكي تكمن في قدرته على مناقشة كل شيء بدون عقد ومركب نقص، لأن بيته من زجاج شفاف، لهذا اختارأن يناقش مشاكله التنظيمية حتى خارج مقراته الحزبية، ويشخص أوضاعه بتبصروهدوء وحكمة وبكيفية واقعية وموضوعية ومسؤولة وبناءة لأنه حزب يتجه نحوالمستقبل، وهذا هوسراستمراره ، وسرتأطيره للمواطنين وتقوية وعيهم من أجل التغيير وفتح آفاق الأمل لهم.. وأضاف في عرضه السياسي الذي ألقاه في المجلس الجهوي الموسع للأقاليم الصحراوية والجهات الثلاث الجنوبية والمنعقد، يوم الأحد27 يونيو2010، بقاعة البلدية بمدينة طانطان، أن هذا الإجتماع هوتجسيد حي لإرادة جماعية تعززعلاقتنا وتجعلنا نناقش بكيفية أخوية كل التناقضات والإختلالات التي تعتري المسألة التنظيمية التي هي في العمق قضية سياسية لامسألة تقنية أوإدارية أوقانونية، لأنها مرتبطة بالحزب الذي نريد بناءه وتطويره، لأنه حزب يعني أولا وأخيرا المواطنين، ولذلك قررنا أن نناقش كل الإختلالات التنظيمية خارج المقرات الحزبية، لأن المسألة تهم أيضا المواطن المغربي. فهناك إرادة جماعية للتصحيح وإرادة قوية للإجتهاد من أجل استيعاب الأوضاع التنظيمية والإجابة عن الأسئلة الكبري، يقول المالكي، والدليل على ذلك هو هذا الحضور القوي للأخوات والإخوة في هذا المجلس الجهوي الموسع من كل الأقاليم الصحراوية جاؤوا لمناقشة قضية التنظيم بشكل صريح حتى يستطيع حزبنا مواكبة التحديات المطروحة والرهانات المعقودة عليه لتخليق الحياة السياسية التي أصابها الشلل والتمييع. وبخصوص الأهمية التي تكتسيها هذه الأقاليم لدى الاتحاد الاشتراكي ولدى المغاربة عامة، فهي تذكرنا جميعا، يؤكد عضو المكتب السياسي، بعدة حقائق سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية من أجل الوحدة والتطور، حيث اعتبر حدث استرجاع سيدي إيفني 1969، معركة ليس من أجل التحرير، بل معركة جعلت المغرب يتحرك ويتطور، ودفعت بمكونات المجتمع إلى أن تتطورهي الأخرى، وتربط بين معركة الوحدة ومعركة الديمقراطية، وهذا ما جعل الاتحاد الاشتراكي في قلب المعركتين معا، كما كان دائما في قلب المعارك الكبرى، بما في ذلك معركة المسلسل الديمقراطي الذي عرفته بلادنا الذي بذل فيه حزبنا مجهودات كبيرة من أجل البناء الديمقراطي والحفاظ على السيادة والوحدة والهوية. وذكّرحبيب المالكي مناضلي ومناضلات الحزب بالأقاليم الصحراوية بالجهات الثلاث، بأن الإتحاد كان وسيبقى في طليعة الأحزاب الوطنية التقدمية التي تدافع عن الوحدة والديمقراطية في آن واحد،لأنه في نظره، بدون ديمقراطية سليمة تبقى الوحدة مهددة بالإندثار، فهذه بديهيات، نذكربها على الخصوص شبابنا الصحراوي، يضيف المالكي، داعيا إياهم إلى الإنخراط في معركة الوحدة والديمقراطية، وإذا لم ينخرطوا بقوة في هذه المعارك، فإن مستوى التعبئة لن يتحقق كما يطمح الإتحاد، وسيكون من الصعب جدا أن يتم فتح أوراش إصلاحية أخرى. فالشباب الصحراوي، يؤكد عضوالمكتب السياسي، قد يعيش أوضاعا مقلقة لا تتناسب وطموحاته وآماله وتطلعاته ومستواه في التكوين، لكن تخليه عن الإنخراط السياسي هو في الواقع استقالة غيرمقبولة منه، حتى ولوأن هذا العمل السياسي الجاد والرصين قد تقلص شيئا ما،وأصبح يعرف نوعا من الميوعة، لكن بدون أخلاق عالية وسلوك نظيف لن تكون هناك مصداقية للعمل السياسي، لذلك فالحزب وبعد أن شخص كل الأمراض التي تعتري العمل السياسي بالمغرب في مؤتمره الأخير،عبأ من خلال المجالس الجهوية الموسعة بجهات المغرب طاقاته وشبابه ونسائه للتصحيح والإنخراط في معركة المغرب الجديد. وتوجه حبيب المالكي في عرضه السياسي إلى النساء الإتحاديات الصحراويات، اللواتي نوه بأدوراهن النوعية والطلائعية في كل الواجهات،كما نوه بوعي المرأة الصحراوية الذي أصبح مرجعا في الوطنية والصمود، وحث القطاع النسائي على الإستمرارفي القيام بهذا الدور رغم الإكراهات والتهميش وقلة الوسائل، لأن دورالنساء ومسؤوليتهن جسيمة وكبيرة بالأقاليم الصحراوية في البناء والديمقراطية والدفاع عن الوحدة وفتح الآمال في نفوس بعض الشباب الصحراوي المحبط،لأن بانخراطهن في هذه المعارك كلها ، سيساهمن في جعل المغرب يتطورغدا على أسس سليمة. كما توجه عضوالمكتب السياسي إلى الحكومة لكي تقوم بدورها كاملا بالأقاليم الصحراوية وخاصة في مجال الطرق ، حيث أشار إلى أن الطريق الرابطة بين أكَادير وطانطان ليست في مستوى ما نطمح إليه، فهناك نقص في التجهيزات وغيرها، فلابد إذن من تنبيه الحكومة والضغط عليها لما يطمح إليه الرجل والمرأة بالصحراء المغربية، وجعلها تتحمل مسؤولياتها لتكون في مستوى التوجهات الإستراتيجية التي دعا إليها صاحب الجلالة. وبشأن الجهوية الموسعة، قال المالكي:إنها ورش كبير وأساسي سيساعد على جعل هذه المناطق نموذجا في المأسسة والتنمية الإقتصادية والإجتماعية ونموذجا في ممارسة سياسة القرب وإشراك الجميع في تدبيرشؤون الأقاليم الصحراوية ومباشرة الإصلاح الجهوي الذي سيفتح آفاقا كبرى في تعميق إصلاحات أخرى تهم الدولة، ذلك أن الإصلاح الجهوي مرتبط بإصلاح الدولة، ومن ثم فهذه الرهانات تفرض علينا أن يكون الحزب قويا ومتماسكا بالأقاليم الصحراوية لتفعيل هذه الجهوية الموسعة ذات الإختصاصات الموسعة أيضا لأبناء الصحراء،لذلك عقدنا هذا اللقاء بطانطان ذات التاريخ العريق في الحضارة المغربية والوطنية الصادقة والصمود والتعايش القويين، حتى نجعل من حزبنا مرة أخرى على مستوى التنظيم، مؤسسة منظمة وقوة سياسية أساسية لها تأثيرإيجابي وكبيرعلى مجرى الأحداث وطنيا وجهويا كما لعب ذلك منذ50 سنة. هذا وتمحورعرض محمد محب عضوالمكتب السياسي وعضواللجنة التحضيرية للندوة الوطنية التنظيمية، حول الوثيقة التنظيمية التي اعتبرها مشروع أرضية للنقاش والتداول في التنظيم الداخلي للحزب، والتي كانت ثمرة 15اجتماعا مطولا ومتتاليا ترأسه الكاتب الأول، مما يبرزأهميتها وجعلها أولوية من أولويات الحزب في هذه الظرفية الدقيقة. وأكد محب أن المسألة التنظيمية لم تكن قضية جديدة على الحزب، بل كانت دائما في صلب اهتماماته منذ50سنة لكونها القنوات الأساسية التي يتم من خلالها تصريف توجهاته السياسية واستراتيجياته المختلفة.أما عن حيثيات تنزيل هذه الوثيقة في هذه الظرفية بالذات وتوسيع دائرة النقاش فيها على مستوى الجهات والأقاليم والفروع،فذلك رد فعلي على الصدمة التي تلقاها الحزب من خلال نتائج انتخابات2007 . فمشروع الوثيقة التنظيمية يسائل هوية الحزب ومرجعيته وخطه السياسي وبنيته التنظيمية وتعزيزاختصاصات الفروع المحلية والكتابات الإقليمية والجهوية، والحسم في العديد من القضايا التنظيمية التي لم يحسم فيها المؤتمرالوطني الثامن، والتي أحالها على الندوة الوطنية التنظيمة، وبالتالي فهي إجراء تطبيقي لتوصيات المؤتمرالوطني الثامن،ستجيب عن مجموعة من الأسئلة الكبرى بشأن بناء الحزب على أسس تنظيمية جديدة لمواكبة التحولات الإجتماعية،ومعانقة آمال وتطلعات الشباب والنساء وإعادة الروح للحياة السياسية بالمغرب. وحدد عضوالمكتب السياسي الأهداف الكبرى التي ينبني عليها مشروع الوثيقة التنظيمية وخاصة في كيفية اختيارالمسؤولين داخل الحزب بالفروع والكتابات الإقليمية والجهوية، وكيفية انتخاب المرشحين للإستحقاقات الجماعية والبرلمانية والغرف المهنية وجعل المنتخبين واجهة أمامية وكذا محاسبتهم، وكيفية تحقيق الديمقراطية الداخلية، وجعل القرارفي ملك القواعد والمناضلين، وفي الإنفتاح على كفاءات الحزب وعلى محيطه المجتمعي، وإرجاع الإشعاع لتنظيماته السياسية الموازية،وإرجاع دور الحزب في الجامعة،وإرجاع قوة الشبيبة الإتحادية، وقوة القطاع النسائي الإتحادي، وإرجاع قوة المثقفين في المجالين الثقافي والفكري. وذكرمحب أن مشروع أرضية الندوة الوطنية التنظيمية الذي سيناقش في بداية شهر يوليوزالقادم، يطرح كذلك أسئلة عميقة حول مسألة تخليق العمل السياسي وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الفردية، مع محاربة النزعة الفردانية ومظاهرالتيئيس والإحباط والتضليل التي أصبحت تسود المجتمع، وإعادة الإعتبارإلى العمل السياسي الجاد والرصين المعتمد على المصداقية والنزاهة والفعالية. وختم عرضه « التنظيمي» بالقول :الندوة الوطنية التنظيمية ليست مفتاحا سحريا لمعالجة كل المشاكل والإكراهات في مدة زمنية قصيرة، بل المفتاح بأيدينا جميعا من أجل إعادة بناء الحزب من جديد بأدوات ووسائل جديدة تتماشى والتحولات المجتمعية الكبرى على عدة أصعدة» ، ولذلك دعا كافة الإتحاديات والإتحاديين إلى الإنخراط بقوة في هذا المشروع التنظيمي الذي فتحه الحزب من أجل استرجاع مواقعه داخل المجتمع وتحصين تلك التي لايزال يحتفظ بها والإنفتاح على جميع الكفاءات داخل الحزب وخارجه. بعد العرضين (السياسي والتنظيمي)المقدمين من طرف عضوي المكتب السياسي، أثير نقاش مستفيض وعميق طبعته روح الجدية والمسؤولية من قبل أعضاء المجلس الجهوي الموسع للكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالأقاليم الصحراوية( ثلاث جهات جنوبية)، من خلال عدة مداخلات أبات عن وطنية صادقة وغيرة قوية وانخراط فعلي من أجل بناء الحزب على أسس متينة وأداة تنظيمية محكمة وصارمة. كما طالب المتدخلون بأن تكون الندوة الوطنية خارطة طريق للتنظيم الحزبي، وإعادة الإشعاع السياسي والتنظيمي لأذرع الحزب في جميع القطاعات، والحاجة إلى تعاقد سياسي بين القيادة والقاعدة، واحترام المواعيد سواء في عقد هذه الندوة أوفي تجديد هياكل الفروع والكتابات الإقليمية والجهوية، والمصالحة مع عدد من المناضلين الغاضبين. وكانت أقوى لحظة عرفها المجلس الجهوي الموسع للأقاليم الصحراوية، والذي ترأسه محمد بوفوس عضوالمجلس الوطني بمعية عضوي المجلس الوطني والبرلمانيين عبدالله أوبركا وفالة بوصولة وعضوالكتابة الجهوية وكاتب الفرع بطانطان«بولون» ، هي إعلان أعضاء المجلس عن تشبثهم المطلق بحسن الدرهم الكاتب الجهوي للأقاليم الصحراوية وعضوالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد أن علموا أنه قدم استقالته من الأجهزة نظرا لظروفه الصحية والتزاماته الأخرى. لكن الجميع رفض هذه الإستقالة وطلب من حسن الدرهم مواصلة نشاطه السياسي جهويا ووطنيا بجانب إخوته في المكتب السياسي والكتابة الجهوية. وهنا تدخل حبيب المالكي ليشير إلى أن حسن الدرهم رغم ظروفه الصحية سوف يستمرفي نشاطه السياسي ،حيث نوّه بما قام به على المستوى الوطني والأقاليم الصحراوية سيرا على نهج أسرته العريقة التي تمثل نموذجا في الوطنية الصادقة والدفاع عن وحدة الوطن والغيرة الأكيدة في النهوض بأوضاع الجهات الجنوبية.