أنا أقصرُ قليلا من شلالات نياغارا ولذلك لا تبلغُ يدي الشمسَ. لو كان الأمرُ غيرَ ذلك لأخذتها بين أصابعي كي أرميَها بعيدا إلى أن يمر غشتُ أو إلى أن يطل الخريف. فأطلقها من بين أصابعي كي أتلهى قليلا بالفصول أن يسقط المطر كثيفا على صحراء نيفادا أو أن آخذ حمام شمس بالألاسكا. اليدُ التي شدت إليها الشمسَ لم تكن يدي. أحلامي أصغرُ من ذلك. ولذلك لم ألمح العمرَ وهو يمضي إلى شيخوخته ولا الصبيَّ الذي فاته أن يمرح في بهو طفولته. ولم أكثرتْ بالملائكة يقتفون خطاي فقصدتُ الجحيم. ولم أنتبه للحياة تنط على كتفي فآخيتُ الموتى. ولم أكثرت بالعميان يدلوني على الطريق إلى الجنة فأضعتُ الطريقَ إلى نفسي. ولذلك كانت أحلامي باهتةً دائما كما أبطالها ينطون خفية من نومي كي ينسجوا حيوات أخرى. يبنون أعشاشا ويملئونها بالحفدة. ويمشون في مظاهرات العمال. ويحملون الزعماء على أكتافهم. ويراهنون على الخيول. ويتلون النشيد الوطني. ويدخل بعضهم السجون. ويرمي بعضهم الثورةَ من النافذة. ويدخل بعضهم الجنة. والآخرون للجحيم. وحين أفيقُ يطالبون بالحلم الذاتي فينط من نومهم أبطالٌ آخرون بأحلام أخرى باهتةٍ وكثةٍ جدا كلحية كارل ماركس.