كمن يخْرجُ من غابة، تسبق الأسْئِلة خطوهُ، كمنِ يعودُ إلى نفسه من أبديةٍ معتمةٍ، تحشر من جديدٍ أنف الوجود في ضباب الأبجديةِ. من أين هذا الضوء المنتشر في في أرجاء اللحظةِ؟ لم تعد شريكا في اللعبة يا صاحبي. الغابةُ بعيدةٌ. الكوابيسُ الضارية باتت في خلفية الصورة، والحياةُ. الحياةُ أمامك نهرٌ ليس من العذوبة بحيث لا تئنُّ لكنهُ عذبٌ. عذبٌ كما لم يكن من قبلُ. الألم شفيفٌ بما يكفي كي يصغي القلبُ لنشيده الأزلي. لم تعدِ يا صاحبي في الطريق الغامضة نفسها. الطريق التي تقودك إلى مشانق المعنى أو إلى أفق غير واضح المعالم أو إلى ضفة من الأحلام المؤجلة. يا صاحبي، كمن يخرج من غابة، الجحيم وراءك. الجنة في متناول القلب، وأنت جامحٌ: الأسئلةُ تقلق راحتكَ بينما تنصت لهمسِ الفراشاتِ. تفتح الباب لربيع آخر يدلف مطمئنا إلى غموض الأبجدية. الضباب أقلُّ كثافةً؛ الغيم أقل انطواءً؛ الصباح في انتظار مزمن للفرحْ من أينَ، أيها الخارج من غابة إلى نفسه، هذا الضوء المنتشر في أرجاء اللحظةِ؟ الليل أسود لكنه أقل غموضا القصيدة امرأة لكن الحدس، سيدَها الوسيمَ، يضج بالشكّ ويمعن في استدراج الوجود إلى قفصٍ؛ لا تنتهي الأسئلة. تشرع البابَ لتنضج الحياةُ رويدا رويدا.