احتضنت مدينة وجدة المرحلة الثالثة من المهرجان الوطني الثامن للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بشراكة مع المركز الوطني محمد السادس للمعاقين تحت شعار «أوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في صلب اهتمامات العهد الجديد». وقد ترأست السيدة نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، الافتتاح الرسمي لهذه المرحلة المخصصة لمحور ولوجيات التواصل، وأشارت في كلمة بالمناسبة بأن 59,5% من الأشخاص المعاقين يعتبرون بأن معتقدات وتمثلات محيطهم تشكل عائقا أمام اندماجهم في المجتمع، داعية في هذا الإطار إلى ضرورة تحسين صورة الشخص المعاق داخل المجتمع عن طريق النهوض بولوجيات الاتصال ووسائل الإعلام للتحسيس من أجل تغيير نظرة وسلوكات المجتمع تجاه هذه الشريحة، وكذا لتثمين كفاءات ومؤهلات الأشخاص في وضعية إعاقة. وفي سبيل تحقيق ذلك، قدمت السيدة الوزيرة بعض المقترحات تتمثل في بث برامج بلغة الإشارة في مجال الإخبار والصحة والوقاية من الإعاقة، وبث برامج تلفزيونية لتثمين كفاءات الأشخاص في وضعية إعاقة كما كان عليه الحال من خلال برامج مثل «من أجل الأمل» و«جسور». وفيما يخص ولوج الأشخاص ذوي الإعاقة إلى التعليم، أفادت السيدة نزهة الصقلي بأنه تم جرد سنة 2006، 432 قسما مندمجا و113 مدرسا و13 مفتشا مختصين في مجال الإعاقة، مضيفة بأن عدد الأطفال المتمدرسين من ذوي الإعاقة ارتفع من 2909 موسم 2007/2006 إلى 6937 متمدرسا خلال الموسم الحالي، وسيتم إحداث 800 قسم مندمج في أفق 2012 لاستقبال 9600 طفل إضافي في وضعية إعاقة وإحداث وحدات خاصة مندمجة للتكوين الأولي للمدرسين. أما فيما يتعلق بالولوج إلى التكوين والتشغيل، فأشارت الوزيرة إلى التنسيق مع وزارة التشغيل والتكوين المهني للنهوض بتكوين الأشخاص المعاقين ولتطبيق حصة 7% في القطاع العام بشراكة مع القطاعات المعنية، وتشغيل 155 من المكفوفين وضعاف البصر حاملي الشهادات في إطار التضامن الحكومي تنفيذا لدورية الوزير الأول بتاريخ 14 ماي 2008، إضافة إلى بلورة مرسوم الوزير الأول الذي حدد 5% من مناصب الشغل بالقطاع الخاص بشراكة مع وزارة التشغيل والتكوين المهني. هذا زيادة على تطبيق برنامج العمل الوطني «من أجل مغرب سهل الولوج»، والذي تم وضعه بشراكة ودعم تقني من طرف البنك الدولي بشكل نموذجي في جهة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويتعلق بتحسين ولوجيات التنقل والنقل للأشخاص محدودي الحركة داخل الوسط الحضري. وقالت وزير التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن إن السياسات العمومية مطالبة بإدماج بعد الإعاقة تنفيذا للالتزامات المتضمنة بالاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين والتزامات الحكومة المعلنة في التصريح الحكومي سنة 2007، مذكرة ببعض التدخلات الحكومية لصالح الأشخاص في وضعية إعاقة كتكوين لجنة وزارية برئاسة الوزير الأول تتكفل بتنفيذ الاتفاقية الدولية للأشخاص المعاقين، وبمشروع قانون يعزز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ارتكازا على حقوق الإنسان ومبادئ المساواة في الفرص، والذي تم وضعه لدى الأمانة العامة للحكومة في فبراير 2009، كما تم تقديمه أمام المجلس الحكومي بتاريخ 11 مارس 2010، وهو حاليا في طور الدراسة. وقد شكلت مرحلة مدينة وجدة فرصة لعرض التجارب الناجحة لبعض الأشخاص الذين تحدوا إعاقتهم وتمكنوا من النجاح في مسارهم المهني في مجالات مختلفة، ومن بين هؤلاء الصحفي رشيد الصباحي الذي قدم شهادته حول تجربة 30 سنة من العمل الإعلامي بالإذاعة الوطنية بالرغم من الصعوبات التي واجهها خصوصا سنوات السبعينيات، حين كانت هناك عراقيل ومحبطات تحول دون ولوج الشخص المعاق إلى الحياة العملية، ودعا بهذه المناسبة إلى فتح المجال للأشخاص المعاقين لولوج معاهد الاتصال والإعلام وبنفس الشروط كالآخرين مع بعض الامتيازات. كما تقدمت البطلة الأولمبية سناء بنهمة، والتي تمكنت من تحقيق رقمين قياسيين والحصول على 3 ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية الأخيرة، بشهادتها حول تجربتها الرياضية وتجاوزها، بفضل مساندة عائلتها، للصعوبات من أجل تحقيق هدفها. وتحدثت سعاد حجي، وهي صحفية ومعدة البرنامج التلفزيوني السابق «جسور»، عن تجربة 7 سنوات من العمل الجاد والهادف على المستوى الإعلامي بهدف تأهيل الشخص المعاق في الحقل الاجتماعي وضمان مساهمته في الحقل الاقتصادي؛ وذلك من خلال تطرق البرنامج لقضايا تهم الشخص المعاق والانفتاح على برامج دولية وعلى عمل جمعيات في حقل الإعاقة لتغيير النظرة النمطية للشخص المعاق. أما نبيل معروف، وهو مهندس دولة في الإعلاميات، فقد استطاع تخطي إعاقته البصرية وحاول الاعتماد على النعم الأخرى التي يتوفر عليها ليواصل دراسته رغم الصعوبات، فتخرج مهندسا في الإعلاميات من فرنسا وخلق شركة تقدم خدمات لضعاف البصر، وقد تمكن من مواصلة دراسته وتحقيق النجاح بفضل مساعدة والديه وخصوصا الأم، ودعم ومساندة أصدقائه داخل المغرب وبفرنسا إلى جانب المساعدة المعنوية لإحدى الجمعيات الفرنسية. وقد تم، بهذه المناسبة، توقيع اتفاقية شراكة ما بين وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وولاية الجهة الشرقية ووكالة الإنعاش والتنمية لعمالة وأقاليم الجهة الشرقية، تتعلق بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وإدماج مكون الإعاقة في برامج واستراتيجيات الوكالة، إضافة إلى تقوية قدرات أطرها وأطر المجتمع المدني في مجال الإعاقة، واتفاقية أخرى مع الجماعة الحضرية لمدينة وجدة في مجال توفير الولوجيات في كل المرافق والمنشآت والفضاءات المفتوحة للعموم لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة بهدف تسهيل ولوجهم إلى مختلف المرافق العمومية بمدينة وجدة. زيادة على توقيع 12 اتفاقية شراكة مع مراكز متخصصة من الجهة الشرقية، جهة تازةالحسيمة تاونات، جهة مكناس تافيلالت وجهة فاس بولمان، وذلك لدعم تمدرس 305 أطفال في وضعية إعاقة والمنحدرين من أسر معوزة.