تبرأت الحكومة المصرية أول أمس من التصريحات التي اتهم فيها مسؤول مصري المغرب بأنه يتحمل مسؤولية تهويد القدس بسبب تهاونه من خلال رئاستها للجنة القدس الخاصة بمنظمة المؤتمر الاسلامي. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي «ان التصريحات الإعلامية الصادرة عن أحد العاملين بالمجلس الأعلى للآثار بشأن موضوع القدس لا تعبر عن وجهة نظر مصر بأي شكل». وأوضح زكي فى تصريحاته أن مصر «تعتز برئاسة المغرب الشقيق» للجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وب«الإسهامات المغربية العديدة» في شأن القدس سياسيا وماديا وأدبيا. واضاف ان موضوع القدس يحظى بأولوية كبرى لدى مصر والمغرب وكل الدول العربية والإسلامية في ضوء حساسيته وأهميته. وكان مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مختار الكسباني قد أدلى في24 فبراير الماضي ل «اليوم السابع»المصرية بتصريحات ، بشأن تهويد القدس تحامل فيها على المغرب وحمله مسؤولية الممارسات الاسرائيلية في هذه المدينة الفلسطينية المحتلة. الغريب أن وزارة الخارجية المغربية ومعها سفارة المغرب بالقاهرة كان يلزمهما شهران للاحتجاج على هذه التصريحات التي أوردتها الصحيفة المذكورة . الكسباني قال إن الممارسات الاسرائيلية «جاءت نتيجة وضع الدول العربية لملف القدس، لدولة المغرب التى تعاني من ضعف داخلى، كما أن علاقتها الدولية محدودة بكل من الاتحاد الأوروبى ومنظمة اليونسكو، كما أنها تضم أكبر تجمع يهودي فى العالم، وبها أربعة وزراء يهود، وهو ما يجعل موقفها تجاه هذه القضية ضعيفاً». وطالب المسؤول المصري الدول العربية أن «تعيد النظر فى وضع هذا الملف، وسحبه من المغرب، لأنه من المفترض سياسياً أن تتولى هذا الملف دولة إسلامية قوية لها مصالح مع الاتحاد الأوروبى واليونسكو كتركيا مثلاً». الخارجية المغربية التي اعتادت أن تتحرك ببطء بيروقراطي، استنكرت هذه التصريحات في رسالة وجهتها عبر السفارة المغربية الى المجلس الأعلى للآثار، موضحة أنها ليست المسؤولة عن المحاولات الاسرائيلية لتهويد القدس . وتجدر الاشارة الى أن لجنة القدس تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الذي عقد في مدينة جدة بالسعودية عام 1975 ، وقد قرر المؤتمر العاشر بفاس ، في حينه ، اسناد رئاستها الى الراحل الحسن الثاني .ويرأس اللجنة اليوم جلالة الملك محمد السادس الذي قام بمبادرات دبلوماسية وتنظيمية ومادية ومؤسسات لفائدة هذه المدينة المغتصبة . وتسعى اللجنة الى الحفاظ على هوية القدس العربية ودراسة الوضع في المدينة ومتابعة القرارات المصادق عليها بشأنها من جانب مختلف الهيئات والمحافل الدولية . من جهته وصف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري مطالبة مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مختار الكسباني بسحب ملف القدس من المغرب بأنه عبث. وقال الوزير في تصريح خاص ل«العرب» الكويتية «كلام العقلاء منزه عن العبث، وإذا كان شخص ينتهج العبث، فالحكومة المغربية تنزه نفسها عن الرد عن هذا العبث».