أصبح من المفروض على كل متضرر من مرض بالعينين، تستلزم حالته إجراء عملية جراحية من نوع خاص، أن يجلب دواء مفقودا بالمستشفى وبالصيدليات قبل الدخول لقاعة العمليات. الدواء عبارة عن حقنة لها دور أساسي ومحوري في نجاح أي عملية من هذا النوع وتسمى«ميتوميسين س» (mitomycine.c 10mg )، حيث تقوم بدور التحكم في الضغط على شبكة العين. فإذا كانت المادة الطبية مفقودة في هذه المؤسسة الجامعية، فماذا يقال عن افتقادها في الصيدليات الخاصة بالبلاد. فلم يبق إذن من مجال إلا جلبها من الخارج، وتلك قصة أخرى. أحد المواطنين أدلى للجريدة بوثائق عن محاولاته استقدام المادة المعلومة من الخارج، مما تطلب منه بعث فاكس إلى فرنسا، لكن كانت الإجابة بالرفض، بدعوى أن الدواء لا يباع إلا للمستشفيات ويمنع بيعه للأفراد. أهل المريض لم يجدوا بدا من أن يقصدوا الثغر المحتل بمليلية لشراء المادة الطبية المذكورة بما قدرة 42 أورو، حسب وصل الصيدلية. وهكذا أصبح الدواء «المهرب» الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الموقف. فإذا كان المستشفى الجامعي بفاس يزخر بكفاءات طبية عالية ومهارات مشهود لها، غطت نقصا هائلا كانت تعانيه جهات واسعة من الوطن (فاس بولمان، مكناس تافيلالت.. ) والمعروفة بتدنى المؤشرات الاجتماعية، فإن المواطنين بها يتكبدون عناء التنقل من مناطق تبعد بما يزيد عن 600 كلم (الرشيدية وفكيك) ليجدوا أنفسهم أمام موقف كهذا، ناهيك عن حالة الفقر والحاجة، تضاف إليها في أغلب الأحوال قلة الخبرة، وقلة ذات اليد لتوفير دواء «مهرب» كهذا.