استبعد الأمين العام الأممي، بان كي مون، إمكانية التوصل إلى حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في «المستقبل المنظور» بسبب ما اعتبره «عدم استعداد أي طرف لقبول مقترح الطرف الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات المستقبلية » وأضاف بان كي مون في التقرير الذي رفعه إلى مجلس الأمن أنه «لا شيء ينبئ ، سواء في العلاقات بين الطرفين أو المناخ الدولي ، بإمكانية تغيير هذا الوضع في المستقبل المنظور». واعتبر الأمين العام الأممي أن الاجتماعين غير الرسميين اللذين تما بين الأطراف في فيينا وأرمونك بضواحي نيويورك ، في غشت وفبراير الماضيين ، لم يسفرا عن أي تقدم ، وهو ما يتطلب ، حسب التقرير ، « استعمال الخيال والإبداع لتحقيق تقدم » و « بذل الجهود الضرورية قبل عقد جولة خامسة من المفاوضات الرسمية » وفي هذا الإطار أوصى الأمين العام الأممي مجلس الأمن بحث الرباط والبوليساريو على ضرورة التفاوض بحسن نية ودون شروط مسبقة ، وإبداء إرادة سياسية من أجل فتح مشاورات جوهرية وضمان نجاح المفاوضات . وفي الوقت الذي أبدى بان كي مون انشغاله بسبب الأبعاد الإنسانية للنزاع ، دعا في تقريره إلى ضرورة القيام بإحصاء عدد اللاجئين بمخيمات تندوف وعقد لقاءات إنفرادية معهم ، وهو ما تعترض عليه الجزائر والبوليساريو بشدة ، لأن من شأن ذلك كشف أكاذيب الطرف الآخر حول العدد الحقيقي للاجئين ومواقفهم من استمرار معاناتهم إلى ما لا نهاية . بالإضافة إلى ذلك ، أوصى التقرير بتمديد مهمة بعثة المينورسو لسنة أخرى ، إلى حدود نهاية أبريل 2011 ، والتي ستنتهي في 30 أبريل الجاري . ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا أوليا في 15 أبريل الجاري لمناقشة تقرير الأمين العام ، وآخر في 29 منه لاتخاذ القرارات اللازمة بخصوص التوصيات التي تضمنها ، بما في ذلك تمديد مهمة بعثة المينورسو ، ومن المرتقب أيضا أن يستمع مجلس الأمن إلى تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي ، كريستوفر روس ، حول خلاصات الجولة التي قام بها إلى المنطقة الشهر الماضي.