بعد أن فقد بعضا من بريقه، عاد قميص الرقم 10 ليتألق من جديد بعد اعتزال النجم الفرنسي زيدان، لكن هذه المرة ليس في البرازيل أو فرنسا وإنما في إسبانيا ومع منتخب الأرجنتين، التي قدمت للعالم فتاها الذهبي ليونيل ميسي، الذي ولد في مدينة روزاريو الأرجنتينية عام 1987 يوم 24 يونيو. بدأ بممارسته للعبة وهو في سن الخامسة وعندما بلغ سن العاشرة من عمره كان طوله لا يتجاوز المتر و11 سم نتيجة لنقص الهرمونات في جسمه. وشهد عام 2000 تقديمه للنادي الكاتالوني برشلونة فأعجب به مسؤولو هذا النادي العريق، فكان الاتفاق بين والده وإدارة النادي على علاج ميسي. وشهد عام 2004 - 2005 تألقه في أول مباراة يلعبها بفئة الشباب، وهذا ما دفع بالفنيين لإشراكه بأول مباراة مع الفريق الأول بالدوري الإسباني الممتاز عام 2004، وكانت ضد نادي الباسيطي يوم 16 أكتوبر وكان عمره آنذاك 17عاما، وخلالها سجل هدفه الرسمي الأول بالدوري الإسباني، بعد تلقيه تمريرة رونالدينهو الرائعة. وشهد موسم 2007 استمرارية تألقه وحجز مكانه كأساسي في نادي البارصا. وفي 10مارس تمكن من إنقاذ برشلونة من هزيمة محققة أمام غريمه التقليدي اللدود النادي الملكي، عندما تمكن من دك مرمى خصمه بثلاثية رائعة أدهشت الجميع خرج برشلونة بموجبها متعادلا 3 - 3. وشهد يوم 18 أبريل من نفس العام تسجيله هدفا تاريخيا شبيها بهدف مارادونا في مرمى الإنجليز، وكان بمرمى خيتافي ضمن الدور نصف النهائي لكأس الملك الإسباني. شارك ميسي في أول مباراة دولية مع المنتخب الأرجنتيني، ولم يلعب فيها سوى دقيقتين أمام المجر يوم 17 - 8 - 2005 ومع منتخب التانغو عندما دخل كبديل في الدقيقة 63 نتيجة لطرده، لأنه ضرب بكوعه أحد اللاعبين المجريين وسجل ميسي 13هدفا خلال 43 مباراة دولية لعبها، أما أجمل مبارياته فكانت أمام الجزائر، وسجل خلالها هدفين في مدينة برشلونة عام 2007 وفازت حينها الأرجنتين 4 - 3، ولأن السحر والإبهار أصبحا من أبرز صفاته، فقد كان موسم 2008 - 2009 الأفضل تألقا وعطاء بالنسبة للفتى الذهبي، عندما سجل العديد من الأهداف الحاسمة، ومرر العديد من الكرات القاتلة في الدوري الإسباني ومن منا لا يذكر مباراة برشلونة مع الريال، التي فاز بها البرصا 6 - 2 وكان نصيب ميسي منها هدفين رائعين. واستمر هذا الفتى في تألقه لكن هذه المرة بدوري أبطال أوروبا حيث ظهر سحره وسلاسة استحواذه واختراقاته الرائعة المخيفة لدفاعات الخصوم، لذلك شاهدناه وقد أبدع وأمتع وسجل أهدافا متميزة، نال بموجبها لقب الهداف كما نال لقب أفضل لاعب في البطولة، وظهر ذلك واضحا على وجه الخصوص في المباراة النهائية، عندما سجل هدف فريقه الثاني الرأسي في مرمى فان دير سار، حارس مرمى مانشستر يونايتد. ومع منتخب التانغو كان لهذا الفتى الذهبي حضورا متألقا عام 2005 في هولندا في نهائيات كأس العالم للشباب، حيث قاد منتخبه للتتويج بلقب هذه البطولة، مما دفع المدرب بيكرمان لاستدعائه للمنتخب الأول، فشارك معه في مونديال ألمانيا 2006 لكن بيكرمان لم يتجرأ ويزج به أساسيا، كما شارك مع منتخبه في مسابقة كوبا أمريكا ومع المنتخب الأولمبي الأرجنتيني، الذي توج بالميدالية الذهبية، ونال ميسي حينها لقب أفضل لاعب بمسابقة الكرة الأولمبية في بكين عام 2008، وبلقب ثاني أفضل لاعب في العالم حسب مجلة فرانس فوتبول وثاني أفضل لاعب في العالم حسب الاتحاد الدولي الفيفا سنة 2007 و2008، وأخيرا «فاز بالكرة الذهبية العام الماضي 2009 متفوقا» على البرتغالي رونالدو لاعب ريال مدريد وغيره من اللاعبين المتميزين. يتمتع ميسي بترويض متميز للكرة، ويتصف بتمريراته الحاسمة ولعبه للكرة بالقدمين وتسجيله الأهداف بالرأس. ولأنه صغير العمر لم يتجاوز 23عاما «فإن العالم ينظر لهذا اللاعب بأنه قادم وبقوة، لم لا وهو الذي اكتسح الألقاب ونال الإعجاب وتوج عام 2009 نجم نجوم العالم دون منازع، ولا ينقصه سوى التتويج بكأس العالم مع منتخب الأرجنتينن. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل ينحني العالم أمام سحر وإبداعات هذا الفتى الذهبي مستقبلا»..؟