قررت إدارة السجون المغربية التخلي عن سجن إنزگان، وإبادته وإغلاقه بصفة نهائية بعد أن بات نقطة سوداء سواء على مستوى الإكتظاظ أوتآكل البنيات واهترائها أوالحركية اليومية الدائمة لكونه سجنا احتياطيا يضم فقط غير المحكومين ابتدائيا واستئنافيا، وكان يلبي حاجيات ثمانية أقاليم بجهتي گلميم السمارة وسوس ماسة درعة، قبل إحداث الغرفة الإستئنافية المتنقلة، زيادة على كونه سجنا لم يعد يستجيب للمعايير الجديدة المعمول بها حاليا، مما حدا بالإدارة المركزية إلى هذا القرارلوضع حد للوضعية المأساوية بهذا السجن، والحفاظ على كرامة السجين وضمان سلامته. وقد تأكد هذا القرارمن خلال أوامرالمديرالعام التي أعطيت مؤخرا لتنقيل سجينات السجن المدني بإنزگان، البالغ عددهن 50 معتقلة إلى حي النساء بالسجن المدني بأيت ملول، في انتظارتنقيل جميع السجناء ب 22 غرفة إلى الملحقة الجديدة التي تم إحداثها بسجن أيت ملول على مساحة تقدربحوالي 3000 متر، تقدر طاقتها الإستيعابية الحالية بحوالي 1400 سجينا، وذلك من أجل التخفيف من جهة على سجن أيت ملول الذي يعرف اكتظاظا، حيث تصل سعته حاليا إلى 1600 سجين وسجينة، فارتفع العدد من 32 إلى 48 في الغرفة الواحدة، وإيواء سجناء سجن إنزكَان من جهة أخرى. وحسب إدارة السجون المغربية، فالملحقة أوالتوسيعة الجديدة بسجن أيت ملول تعتبر نموذجا غيرمسبوق بالسجون المغربية، لكونها تضم غرفا نموذجية تسع كل غرفة لثمانية معتقلين فقط وتضم أسِرّة ومطبخا وحماما.. وقد تم إحداثها لإيواء سجناء إنزكَان، في انتظار بناء وحدة سجنية جديدة بإنزكَان، حيث عاين المندوب السامي في زيارته الأخيرة الأرض التي سيشيد عليها السجن الجديد.فنقل سجناء إنزكَان إلى سجن أيت ملول في غضون الإنتهاء من الملحقة الجديدة في أواخر شهر مارس المقبل (بالنسبة للذكور)، يطرح عموما مشكل التسيير لأكبر وحدة سجنية بالجنوب التي من المحتمل أن يصل عدد سجنائها إجمالا حوالي 3000 سجين وسجينة، خاصة أن التخوف يزداد مع قلة الحراسة والمراقبة والتفتيش، علما أن الموارد البشرية بسجن أيت ملول، لايتجاوز عددها عموما 90 موظفا وموظفة. بيد أن مصادرنا من إدارة السجون بالرباط، نفت أن يكون هناك مشكل في التسيير، مؤكدة أن المدير الحالي، محمد عياض، له من التجربة والحنكة (30 سنة من العمل داخل السجون) لتسييرهذه المؤسسة، وأكدت في ذات الوقت أنه سبق له أن سيّر عشرات السجون من الصنف الأول، ولا أدل على ذلك هو أن الإدارة المركزية تشيد بمجهوداته الحالية ومجهودات الطاقم المساعد له في تطويق إدخال المخدرات ومحاربة المحسوبية والإرتجالية في التسيير.