عاشت مريرت، إقليمخنيفرة، على إيقاع حادثتين مأساويتين في ظرف ساعات قليلة جدا من يوم الجمعة 22 يناير الجاري، إذ لم ينته حديث الساكنة حيال مصرع شخص انقلبت عليه شاحنة محملة بصناديق للخضر، حتى توجهت أنظار الجميع إلى حيث لقي شخص ثان حتفه بسبب تسرب غاز سخان داخل حمام مسكنه. وتفيد المعطيات الأولية أن الشخص الذي لقي مصرعه وسط مريرت في حادثة الشاحنة هو حمال، كان يدفع عربته اليدوية بحثا عن عيشه وعيش أطفاله، إلا أن الشاحنة المحملة بالصناديق زاغت بسائقها أثناء محاولته الدوران بمدار ملتقى للطرق تتوسطه نافورة، ليأخذ طريقه نحو مكناس عبر أداروش، إلا أن اندفاع شاحنته وعدم توازن حمولتها جعلها تنقلب في مشهد مروع وتقع بثقلها على الحمال. وأفاد شهود عيان أنهم شاهدوا هذه الشاحنة وهي تصطدم بدائرة المدار لتسير مائلة على عجلتين قبل أن تهوى على الضحية الذي لقي مصرعه في مكان الحادث، ولصعوبة رفع الشاحنة لم يعد الضحية الحسين أومعي إلا مجرد «عجين» من اللحم البشري الممزوج بالدماء، وإزاء هذا الحادث الرهيب، الذي تسبب بالتالي في إرباك حركة المرور لمدة ليست بالقصيرة، لم يفت مصادر متطابقة التأكيد على أن الشاحنة كانت تسير بسرعة زائدة، رغم «عيون» المراقبة الطرقية، مما أفقد سائقها السيطرة عليها، لتنقلب به، وتسحق الرجل الكادح مع عربته اليدوية، في مشهد أثار ذعر المواطنين الذين تدافعوا لمعاينة الحادث المروع. أما المأساة الثانية فتتعلق بشاب في العشرينيات من عمره، لقي مصرعه في نفس اليوم أثناء استحمامه بمسكنه الواقع خارج مريرت باتجاه خنيفرةالمدينة، حيث أصيب باختناق داخل الحمام بسبب تسرب غاز السخان، وأفادت مصادرنا أن الضحية (محمد الملالي)، وهو من أبناء مسؤول بالمحطة الطرقية لمريرت، قد أخضعت جثته لعملية تشريح طبي موازاة مع إجراءات التحقيق في ملابسات الحادث بقصد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية، وكان بديهيا أن تخلف الفاجعتان ألما وأسى في نفوس وقلوب الرأي العام المريرتي الذي لا يخرج من حادثة إلا ويجد نفسه في أخرى.