تتداول الأوساط الرياضية بالمحمدية، وبقلق شديد، تداعيات خبر سعي بعض الجهات من خارج المدينة، تخطط لانتزاع حق استغلال المركب الرياضي والترفيهي الذي لم يفتح بعد أبوابه، بالرغم من انتهاء أشغال إنجازه. وتعتزم العديد من الجمعيات والأندية الرياضية والجمعوية التنسيق للإعلان عن احتجاجها بقوة ضد محاولات «تفويت » هذا الفضاء الرياضي الكبير، خصوصا أن الجهات التي تسعى لذلك تقودها شخصيات وازنة وفي مقدمتها إدريس العلوي المدغري الوزير السابق. وبالرغم من التطمينات التي طرحها مسؤولو المجلس البلدي الحالي الذين أكدوا على أن المركب الرياضي لن يفتح إلا لخدمة السكان ولفائدة جمعياتهم الرياضية، فالتخوف سيظل قائما من منحه للجهات الأخرى في الوقت الذي تعاني فيه الأندية الرياضية المحلية من غياب البنيات التحتية والملاعب الصالحة والمناسبة. علما أن المحمدية لم تعد بنيتها الرياضية الضعيفة أصلا، بقادرة على الاستجابة لطلبات الرياضيين في ظل ارتفاع عدد ساكنتها وتوسعها العمراني. فباستثناء ملعب البشير الذي تواصل فرق المدينة لكرة القدم التنفس فوق أرضيته، بالرغم من افتقاده للعديد من المقومات جعلت منه في عهود سابقة من أفضل الملاعب الوطنية، تفتقد المحمدية لملاعب أخرى قادرة على احتضان أنشطة الجمعيات والفرق الكثيرة الممارسة لرياضة كرة القدم. ونفس الشأن يلاحظ على مستوى الأنواع الرياضية الأخرى التي تعاني من غياب كلي للمرافق وللبنيات التحتية مما يحرمها من تسطير برامجها وفقا لطموحات منخرطيها والمنتسبين إليها. كما هو الحال مثلا في رياضة كرة الطائرة التي يضطر فيها فريق شباب المحمدية إلى الانتقال يوميا صوب مدينة الدارالبيضاء لإجراء تداريبه ولخوض مقابلاته برسم البطولة الوطنية. وبالرغم من ذلك، يجب التنويه بهذا الفريق الذي نجح بامتياز في تجاوز كل الاكراهات وتفوق في إحراز العديد من النتائج الجيدة. وما يقال عن فريق شباب المحمدية للكرة الطائرة، ينطبق أيضا على فرق أخرى لرياضات أخرى، كالنادي البلدي للملاكمة، الذي وبالرغم من الإكراهات والخصاص، نجح في تقديم أبطال وصلوا للعالمية كما هو حال البطل محمد العرجاوي الذي حقق التأهل لأولمبياد بيكن في الوزن الثقيل... وغيرها من الرياضات التي يصر أبطالها على مواصلة الحضور في ظل غياب كل الشروط المناسبة ومن ضمنها بنية تحتية قادرة على احتضان تطلعاتهم وآمالهم. مع التذكير بتوقف أشغال إنجاز القاعة المغطاة التي صرف لأجلها المجلس البلدي السابق ميزانية كبيرة، ليتضح بأن المشروع شابته العديد من الخروقات، بدءا من المغالطات التي حملتها وثائقه التي تفيد أن الوعاء العقاري الذي خصص لبناء القاعة لم يكن في ملكية بلدية المحمدية صاحبة المشروع! ورقة حول مركب رياضة وترفيه شيد المركب الرياضي - الترفيهي على مساحة 5 هكتارات، تبلغ المساحة المغطاة منها 3000م مربع، ويضم عدة مرافق للتنشيط التربوي والرياضي، ومرافق للإيواء والتغذية والترفيه. كما يحتضن عدة ملاعب جيدة لمختلف الأنواع الرياضية مثل كرة القدم - كرة المضرب - كرة السلة - كرة اليد - الكرة الطائرة وعدة أنواع أخرى ... بالإضافة إلى مسبح وقاعة عروض للمسرح. وتزين هذا المركب عدة حدائق ومساحات خضراء تضم كل وسائل الراحة والترفيه. هذا المركب، الغني بمرافقه المختلفة، أنشئ بهدف المساهمة في ملء الفراغ الذي يعاني منه القطاع الرياضي والترفيهي بالمدينة. إن قرار «تفويت» هذا المرفق الرياضي الحيوي تتجلى خطورته وسلبياته، في ظل ما تعانيه مدينة المحمدية من فقر مدقع فيما يخص البنيات التحتية من منشآت رياضية وثقافية وانهيار وسقوط بعضها - ملعب البشير مثلا - وفي ظل ما تعرفه العديد من المؤسسات الثقافية والترفيهية من حالة إهمال وخراب خطيرين.