أفلح فندق لينكولن، حقيقة لا مجازا، في إيقاف نبض الحياة في مركز المدينة لما يقارب العقدين من الزمن، ولأنه يدخل ضمن التراث المعماري للمدينة ، فقد عُلقت من أجله «الحياة» إلى أجل غير مسمى! الفندق، طيلة هذه المدة، وهو يتهاوى حجرة حجرة، مهددا رؤوس العباد إلى أن انمحت كل معالمه، ولم يعد يظهر فيه لا فن «لارديكو» ولا فن «البناء البلدي»، لنصبح أمام جبل من الحجارة يعتليها «البرد»! قبل ذلك تحول هذا «التراث المعماري»، إلى ملجأ للمشردين واللصوص، واغتصبت فيه فتيات وفتيان ووقى عشرات المجرمين والفارين من العدالة! في المقابل تسبب في قطع الطريق عن أهم شارع في الدارالبيضاء، وهو شارع محمد الخامس، وخلق كسادا تجاريا بالمنطقة تحول معه بعض تجار مارشي سنطرال إلى «قلاية للحوت»، أي أنه تحول من سوق رفيع الى سوق شعبي لا يقل تشابها مع الأسواق الأسبوعية المنتشرة في كل بقاع المغرب، واضطرت عشرات المحلات التجارية المجاورة له إلى الإقفال الكلي والبحث عن لقمة عيش في أمكنة أخرى، كما منع الساكنة من التجوال والتنقل في أحد أبرز الشوارع الذي كان يعد من أجمل ما تتوفر عليه المدينة!! المسؤولون، وفي كل «خرجة»، يصرحون أنهم توصلوا إلى اتفاق مع صاحبه، أو يقابلوك بتصريح آخر، يفيد بأن صاحبه لم يقبل الحل المقترح عليه و ظل التفاوض حوله مفتوحا طيلة سنين والنتيجة لا شيء، وكأننا نفاوض على قضية مصيرية للوطن! وفي الأخير، خرج المسؤولون ب «نبأ» آخر، مفاده أن «التراموي» الذي تعتزم الدارالبيضاء إحداثه، لن يكتب له الظهور إلا إذا تم حل مشكل شارع محمد الخامس الذي سيكون من بين أبرز الشرايين لمرور وسيلة النقل الجديدة هذه! ما يعني أننا لن نرى الترامواي في سنة 2012، كما وُعدنا بذلك، لأن المسؤولين سيدخلون مرة أخرى في تفاوضات جديدة مع ورثة صاحب الفندق، عساهم يسمحون للبيضاويين بركوب وسيلة نقلهم الجديدة في الموعد الملتزم به!