شيعت أواسط الأسبوع الماضي جثامين ضحايا الماء الحارق »لالكول« بمقبرة وادي زم، ومقبرة السماعلة. ومن بين الجثث التسع التي تم دفنها هناك جثتان سبق دفنهما قبل أن يأمر وكيل الملك باستخراجهما قصد التشريح بمدينة الدارالبيضاء بمعية السبعة الآخرين. وانفجرت هذه القضية بعد تواتر أخبار عن سقوط ضحايا ليلتي الخميس والجمعة 10 و11 دجنبر من الشهر الجاري مع تسجيل نفس الأعراض بالنسبة للجميع، وزاد غياب الإمكانيات الطبية بوادي زم من فظاعة الكارثة، إذ اضطرت المصالح الطبية إلى نقل المصابين إلى مدينة خريبكة قصد تلقي العلاج، لكن دون جدوى، إذ لم يتم إسعاف أية حالة. وفي تطورات القضية أمر وكيل الملك بإجراء تشريح للجثث وإجراء بحث في النازلة، مما حدا بمصالح الضابطة القضائية إلى اعتقال عدد من التجار وصاحب مخزن للماء الحارق بضواحي الدارالبيضاء لازال رهن الاعتقال، كما بعثت عينات من قنينات الماء الحارق لدى المختبرات المختصة، بعدما لم ترجح أية معلومات موثوقة عن سبب هذه الوفيات. وحسب أفراد من عائلات الضحايا، فإن الجميع لازال ينتظر الكشف عن سبب الوفاة وتقديم جميع المسؤولين أمام العدالة. كما عبرت ذات المصادر عن امتعاضها من بعض النعوت القدحية التي وصف بها الضحايا من قبيل «المشردين»، مؤكدين أن من بين الضحايا عسكريون متقاعدون وأرباب أسر ومهاجر بأوربا. وأعلنت العائلات عن تخوفها من أن تعمل جهات على طي الملف لتعبيد الطريق لأجل إفلات البعض من العقاب.