أعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى في نشرته الشهرية الصادرة مؤخرا عن توقيف العداءين المغربيين جمال الشطبي وسعيدة المهدي على التوالي لثلاث سنوات وسنتين، بعد ثبوت تناولهما لمواد منشطة محظورة، فيما تأجل توقيف مريم العلوي السلسولي، التي أوقفتها الجامعة لثلاث سنوات مما دفعها إلى اعتماد مسطرة الاستئناف عن طريق محاميها. وتكرست بذلك الصورة القاتمة لألعاب القوي الوطنية، التي باتت المنشطات وسيلة يلجأ إليها عدد مهم من العدائين المغاربة، حتى غدوا زبونا رئيسيا لدى لجنة التفتيش التابعة للاتحاد الدولي، الذي أكد في نشرته الشهرية «نيوز ليترز» أن توقيف جمال الشطبي يسري من 18 غشت 2009 إلى غاية 17 غشت 2012، بعد ثبوت تعاطيه لمادة «كلينبوترول»، المنشطة المحظورة خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي جرت في غشت الماضي ببرلين، التي تأهل خلالها للسباق النهائي لمسافة 3000م موانع، قبل أن يتم حرمانه من المشاركة. أما سعيدة المهدي، فثبت تناولها للمنشطات في ملتقى «سيت» بباريس في شهر فبراير الماضي، ويسري توقيفها من 8 شتنبر الماضي إلى غاية 07 شتنبر من سنة 2011. وكانت مريم العلوي السلسولي قد استبعدت هي الأخرى من السباق النهائي لسباق 1500 م خلال بطولة العالم، بعدما أعلن الاتحاد الدولي تعاطيها لمادة «الإرتروبوتين»، بعد خضوعها لكشف مفاجئ في غشت الماضي بالرباط. وارتفع عدد العدائين المتورطين في تناول المنشطات ليفوق 32 عداء حتى الآن، ليصبح المغرب رابع دولة على الصعيد العالمي في تناول المنشطات بعد كل من روسيا في الرتبة الأولى، وفرنسا ثانية والولايات المتحدةالأمريكية في الرتبة الثالثة. وحسب مختصين في مجال ألعاب القوى الوطنية، فإن اللائحة مرشحة للارتفاع، حيث يحتمل سقوط أسماء جديدة خلال بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة المقررة في قطر، مشيرا إلى أن خبراء الكشف عن المنشطات من المتوقع أن يقوموا خلال الشهرين المقبلين بزيارات مفاجئة ومتكررة للمغرب، ولامحالة سيتهرب عداؤون من الكشف، وبالتالي قد يكون مصيرهم كحميد الزين، الذي تم توقيفه في شهر شتنبر الماضي لمدة سنتين بعد تخلفه عن حضور اختبارات الكشف من طرف خبراء الجامعة الدولية لألعاب القوى . الأكيد أن ظاهرة المنشطات في مجال ألعاب القوى المغربية قد استفحلت، وتتطلب من الجامعة اعتماد سياسة حازمة وصارمة في حق كل العدائين الذين ثبت تورطهم، لا أن تفتح لهم الأحضان في انتظار قضاء مدة العقوبة واستئناف النشاط، وكأن المغرب شلت فيه الأقدام، ولن يكون قادرا على إنجاب بديل لهم. إن صورة المغرب هي المتضررة الأولى، ولا مكان فيه لمن يتلاعب بمصداقية بلد قدم الكثير من الرواد، ليس في المجال الرياضي فحسب، وإنما في كافة المجالات الأخرى، ولم يكن أبدا التحايل وسيلتهم لبلوغ المجد.