خلال ايام : 12 و 13 و14 شتنبر 2019 عرضت ثلاث اشرطة من دولة كوريا الجنوبية وهي الغابة الصغيرة المخرجة : هييم سوون –ريي(104 دقيقة ) ، وشريط اغتيال للمخرج تشوي دونغ هون (140 دقيقة ) و شريط القطار الاخير نحو بوزان من اخراج : سانك-هو-بووان ( 118 دقيقة ) . هذه العروض السينمائية تدخل في اطار الدورة الثالثة لمهرجان الثقافة الكورية المنظم من طرف السفارة الكورية الجنوبية بالمغرب وبتعاون مع الجماعة الحضرية لمدينة خريبكة . دعوة للأكل : للتخلص من اعباء الحياة شريط ، الغابة الصغيرة للمخرجة : هييم سوون –ريي فخلال ساعة و44 دقيقة نسافر مع الشابة العشرينية من المدينة نحو قرية حيث الهدوء نعيش الفصول الاربعة بمسكن ولا تخرج الكاميرا إلا للفضاءات الضيقة . فادا اقتصرت المخرجة على شخصية واحدة سوف لن تكون خارج مجال كل اللقطات حتى عندما ادخلت شخصيات ظلت الشخصية الرئيسية هي المهيمنة على الشريط الذي هو دعوة مباشرة للتصالح من الطبيعة ليس فقط للتعايش معها فلا يوجد تلفاز او راديو . انه انقطاع عن المدينة وضجيجها فالشابة قادمة من العاصمة نحو هذه القرية. العنصر الاساسي الذي دعت اليه المخرجة هو الاكل والأكل تم الاكل الطبيعي لقد اتخمتنا المخرجة بوصفات الطبخ الشعبي الكوري بالاعتماد على ما يمنحه المحيط الطبيعي لقد انطلق الشريط بالأكل وشرب انوع من الحساء الى نهاية الشريط . شريط دو طبيعة ” رومانطيقي ” موسيقى ناعمة وصمة ناعم . لم تترك لنا جمالية الصورة امكانية القراءة العالمة لحمولة الصورة – وان كانت مباشرة – فإنها دعوة للعلاج الطبيعي بعيدا عن صخب المدن وطموحات الانسان (المريضة ) في تحدي الذات هناك في المدن الميتربولية حيث السرعة والتنكر للذات من قبل الاخر لتحقيق موقع ما ! هنا كل شئ متاح ليس هناك من منافس سوى الذات المدعوة للاسترخاء ورمى كل شئ للتطهر . في المدينة دعوات الموت المستباح، في المقابل البادية دعوة للحياة والاندماج الكلي في الحياة ،انه الاغتسال الذي تدعو له الديانة البودية في المجتمع الكوري – وان كانت هذه الدعوات غير معلنة مباشرة في الشريط بل موحى بها ،في المدينة الكراهية البادية تدعو للحب العذري ،في المدينة الانتقام ،في البادية الغفران ،في المدينة الاغنياء يدفنون الفقراء احياء ،والبادية دون صراع . لم نهتم بتاطير اللقطات ، ولا بالتوليف .. وكافة تقنيات الكتابة الفيلمية .كان جمال الفضاءات عبر الفصول الاربعة وكفى .فالشريط او بالأحرى المخرجة دعت كل مشاهديها المحتملين للتخلص من المعانات ومضاعفاتها والدعوة للاستمتاع بالجمال والحب الذي تمنحه الطبيعة للتخلص من المعانات . الابطال يخلدون انفسهم بالشموخ في اليوم الثاني تحولنا عبر الشاشة الكورية من الاجواء الهادئة الى اجواء مفتوحة على اسلوب افلام الحركة عبر شريط اغتيال عن سيناريو بتأليف مشترك مع المخرج تشوي دونغ هون- لي كي تشول فالمخرج : تشوي دونغ هون قدم ملحمة في المقاومة نعالج احدى اشكال المقاومة عبر اكثر من ساعتين كمدة للعرض سمحت بدورها للمشاهد في العالم بالإطلاع على اوجه الحضارة بالمجتمعات الاسيوية ( كوريا – الصين و اليابن ) باعتبارها فضاءات جرت فيها معارك حربية للمقاومة الكورية في محاولة منها لتطهير الجسم الكوري من الخونة الدين تحالفوا وباعوا وطنهم للاستعمار الياباني الذي استقر بكوريا خلال( 1910-1945) والأحداث تنطلق سنة 1911 قام المقاوم ” يووم سيك جين ” بمحاولة فاشلة لاغتيال ألكوري كانغ ان جوك ” الذي يحضا بحماية يابانية فهو يحتل منصب حاكم عام وهو كذلك رجل اعمال. وسنة 1933 ، وخلال تواجد المقاوم ” كانغ ان جوك ” في مدينة “هانغتشو” الصينية استعان بعدد من السياسيين المنفيين هناك لتشكيل خلية اغتيال ” كانغ ان جوك “ بالعاصمة الكورية سيول . فإضافة الى اسلوب ” الافلام البوليسية ” المتسم بالحركية التوترات وطلقات الرصاص والقنابل بأشكالها المتعددة والحوادث المتشابكة كرهان لصناع الفيلم لاستقطاب جماهير ، فان المخرج اكد ان ” ابطال المقاومة يموتون واقفون ” وان موتهم هو رمزي فالأبطال خالدون . اما الخونة فمصيرهم ” الانبطاح في ارذل المواقع والحالات ” حيث لم يكن المخرج او بالأحرى كاتب السيناريو مجرد راوي للإحداث بل مرر موقفا يحفز به كافة المناضلين والمكافحين في العالم من اجل قضيا شعوبهم وأوطانهم من اجل الاستقلال والذي يتحقق بإعطاء المواقع الامامية للمرأة والتي كانت في طليعة الكفاح وهي بؤرة الكفاح وليس اداة مكملة او اداة لتجديد الطاقة كما عودتنا عليها المدارس السينمائية الغربية . الاغتسال البيئي لن يكون الا بالتدمير الشامل ! الشريط الاخيربهذا البرنامج هو : القطار الاخير نحو بوزان ، سيناريو وإخراج سانك-هو-بووان ( مدة العرض 118 دقيقة – ممنوع لاقل من 16 سنة ) انه قطار الرعب المنطلق من العاصمة “سيول” نحو مدينة ” بوزان ” بالعاصمة سيول يعيش البورصاوي ” سكو-وو ” نتيجة ضغط العمل اليومي تتعرض ابنته للاهتمام الاسري . البنت ” سو-اهن ” تنتظر من والدها هدية عيد ميلادها ، الامر الذي ادى الى حدوث مفاجئات يوم ” عيد الطفولة ” . وعلى مثن القطار الكوري السريع (KTX ) سيرحلان من العاصمة نحو مدينة بوسان (ثاني اكبر المدن بدولة كوريا ) وداخل اجواء هذا القطار تحدث طرائف .. وغرائب..حيث في اخر اللحظات قبل انطلاق القطار تنحشر فتاة مصابة بجرثوم خبيث يحول الشخص الى حيوان مفترس و كل من قام يعضه نهشهه يتحول اليه الداء وتبرز شريايينه ويتغير لون العيون ويخرج شلال الدم من المصاب الذي يبقى في حالى فوران دائم الا ادا عم الظلام ، الداء مشابه للصرع الكلبي . فالقطار على مساره سيتحول الى حياة الرعب القاتل . وعلى مسار القطار نكتشف ان الداء يعم كل المناطق وكل الناس بمن فيهم القوات الامنية والعسكرية التي مكلفة بالحماية ومنع انتشار الداء . القطارات التي سنصادفها في المحطات القادمة ركابها مصابون كذلك وفي الاخير سائق القطار يصاب بدوره ، انها النهاية لتبقى في اخير طفلة وسيدة حامل ستترك القاطرة وتعبر نفق مظلم وبالجهة الاخرى للنفق قوات عسكرية يدها على الزناد لتدمير كل من يخرج من النفق . انها كوريا الجديدة ..انه العالم المنتظر .. بعد الدمار ؟ خريبكة : ثلاث عبد العزيز صالح