الدار البيضاء – أكد السيد إبراهيم يسري، المدير العام الإقليمي لشركة مايكروسوفت ( MEA Multi Country Cluster)، أن إفريقيا تزخر بفرص هائلة من الإمكانات والمؤهلات الواعدة، والتي إذا ما حسن استغلالها يمكنها أن تؤدي إلى نمو وتطور كبيرين، وإلى تحول شمولي بالقارة. وأشار السيد يسري، في مقال له على الفضاء الرقمي، أنه حينما تنجح إفريقيا في الاستفادة بشكل أكبر من هذه الإمكانات، ستتمكن من إطلاق ثورة صناعية رابعة عبر القارة برمتها. وقال إنه بالنظر إلى العدد الكبير والمتنامي لفئة الشباب، والحاجة المتزايدة لمهارات جديدة، وارتفاع مستوى البطالة، هناك ضرورة لتسريع التحول الرقمي في جميع الصناعات والقطاعات بالقارة الإفريقية. وأبرز، في هذا الصدد، أنه من خلال قوة التكنولوجيا مثل السحابة/ الكلاود والذكاء الاصناعي والتعلم الآلي، سيسمح التحول الرقمي للقارة السمراء باستثمار فوائدها من أجل انطلاق الثورة الصناعية الرابعة للاقتصادات الأفريقية، بما في ذلك تأمين حصة من الاقتصاد الرقمي تقدر بما بين 5ر4 إلى 5ر15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ولاحظ أنه بالرغم من الجهود الواسعة المبذولة في مجال التحول الرقمي التي يتم تبنيها وتنفيذها في جميع أنحاء القارة، فإمكانات إفريقيا الحقيقية لم تستغل بعد بالشكل المطلوب، متسائلا عن سبب التباطؤ المستمر في الأقبال على الاستثمار في الاقتصاد الرقمي. اقرأ أيضا: فيروس كورونا: تسجيل 398 حالة شفاء جديدة بالمغرب ترفع العدد الإجمالي إلى 6291 حالة وأضاف أنه في محاولة لمواصلة التحول، غالبا ما تغفل المؤسسات عن تبني النظرة الشمولية الهادفة إلى تكامل التكنولوجيا وتمكين هذا التحول من التوافق مع الأنظمة والعمليات الحالية، وهذا يعني – في نظره- أنه يجب على إفريقيا أن تخطط للتحول الرقمي باعتباره مسعى شموليا ومحددا، ويجب على القادة توخي الحذر حتى لا تنغمر عليهم أعداد كبيرة من “الأشياء اللامعة” عند اختيار التكنولوجيا التي يجب السعي لاستخدامها من أجل التغيير. وفي ما يخص اعتماد تقنيات تحويلية أكثر كفاءة، يرى السيد يسري أن النهج الشمولي للتحول الرقمي يعد مفتاح نجاحه، لأنه يضمن ثقافة تحتضن التغيير وتقاومه، مع السماح أيضا باستخدام التقنيات بشكل اقتصادي مع تقديم أفضل النتائج. وتعتقد مايكروسوفت بأن اعتماد النهج الكلي يهدف إلى استخدام التكنولوجيا لتحسين الاتصال والتعاون بين الموظفين، والاستفادة من البيانات التي تنتجها الشركة لاتخاذ قرارات أفضل، وزيادة الكفاءة، وضمان الأمان بشكل كلي، مع الحفاظ على المهارات الرقمية للمستخدمين. وذكر السيد يسري إلى أن التحول إلى السحابة/ الكلاود يعد طريقة فعالة لزيادة الكفاءة التشغيلية، فالفهم الكامل للمنظومة الخاصة بهم والتنفيذ العاجل لتلك المحفزات التي تتطلب اهتماما فوريا هو الطريق الأمثل للتوجه نحو السحابة بنجاح، موضحا أن مايكروسوفت أزور Microsoft Azure يتمتع بالقدرة على مساعدة الشركات في إدارة التكاليف وتحسينها، وإنشاء استراتيجية للعمل فريدة من نوعها، والأهم من ذلك تلبية المتطلبات المحلية والعالمية والصناعية من خلال مجموعة امتثال شاملة بالكامل يتم تحديثها باستمرار. وقال إنه ” بما أننا نساعد الشركات بشكل متزايد على الحفاظ على إنتاجيتها خلال فترة هذا الوباء، فإن استخدام الأدوات التعاونية مثل Microsoft's Teams يمكن أن يضمن قدرة الموظفين على التفاعل مع بعضهم البعض في أي وقت وبشكل آمن. وأثناء العمل يمكن أن يسمح للموظفين بالمشاركة والتعليق، والمساهمة في إنجاز عملهم بشكل فعال. ويمكن لمنصات التحليلات مثل Microsoft PowerBI تحويل البيانات إلى فرص من خلال تحليل بيانات المؤسسة للحصول على رؤية وتقديمها من خلال أدوات تصور البيانات سهلة الفهم”. اقرأ أيضا: وزارة التربية الوطنية تنشر نتائج عملية الانتقاء الأولي الخاص بإسناد منصب مدير ومنصب مدير الدراسة بمؤسسات التعليم الثانوي لسنة 2020 وأضاف أن استخدام التكنولوجيا لسد الثغرات أو أوجه القصور في المؤسسة، وتحسين المجالات الرئيسية للأعمال سيسهل لا محالة زيادة المرونة، ويقلل من أوجه القصور ، ويمكن القارة من التكيف بسرعة مع الاضطرابات. كما ستؤدي استراتيجية التحول الرقمي الشاملة أيضا إلى تحسين الوظائف وتقليل المخاطر أو الأخطاء وزيادة الإنتاجية وتشجيع الأفكار أو وجهات النظر المبتكرة والجديدة. مما سيمنح إفريقيا ميزة تنافسية على نطاق عالمي وسيمكن القارة من تحقيق التطور باعتبارها قوة لا يستهان بها. وعن تطبيق نهج 360 درجة، أوضح السيد يسري أنه للتأكد من أن المؤسسات الإفريقية تستمد قيمة حقيقية من التكنولوجيات الحديثة، يجب استخدامها لإعادة تحديد الاستراتيجيات والعمليات التجارية. ففي جوهره، لا يمكن اعتماده ككائن أو آلية منفصلة عن الأنظمة اليومية للشركة أو المؤسسة، إذ يجب نشر التكنولوجيا من خلال استراتيجية من الداخل إلى الخارج ، وليس العكس. وفي نظره ، يجب على المؤسسات أولا تحديد ما تريده من التكنولوجيات، مثل الذكاء الاصطناعي والسحابة، لتغيير أو إنشاء ثم تطوير بيئة مواتية لتلك الأهداف من خلال دمج التكنولوجيا المناسبة والجمع بينها وبين القدرات البشرية الموجودة بالفعل. وذكر أن مايكروسوفت تؤمن بأن التحول الرقمي يتعلق بالجمع بين الأشخاص والبيانات والعمليات معا، وذلك بهدف خلق القيمة المضافة إذا استفادت المؤسسات من رحلتها إلى أقصى حد من خلال التركيز على تمكين الأشخاص لتحقيق المزيد باستخدام التكنولوجيا المناسبة. وخلص إلى أن “مايكروسوفت تلتزم بلعب دورها كمحفز للتحول في إفريقيا وستواصل دعم القارة طوال رحلة التحول حتى تتمكن من الوصول إلى الأهداف المرجوة “.