شكل موضوع "الجهوية المتقدمة، أي فاعلين لأية موارد اجتماعية واقتصادية" محور الندوة التي انطلقت اشغالها اليوم الأربعاء بقلعة السراغنة بمبادرة من المركز الجامعي لهذه المدينة التابع لجامعة القاضي عياض، بمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين من مختلف الجامعات المغربية. وناقش المشاركون في هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين بتعاون مع مركز تكامل للدراسات والأبحاث ومؤسسة هانس سايدل، محاور همت بالخصوص "تجربة الجهوية المتقدمة بالمغرب، أية خلاصات بعد سنة ونصف" و"الحصيلة الديمقراطية للتجربة الجهوية بالمغرب بعد دستور 2011″ و " قراءة تحليلية للاختصاصات الجديدة للجهات على ضوء القانون التنظيمي رقم 111.14 " و "الجهوية المتقدمة والتنمية الجهوية، قراءة في الفاعلين وآليات المواكبة والتتبع" و"دور المنتخب الجهوي في التنمية الترابية"، و"تمويل الجماعات الترابية المحدودة والإكراهات" و"التعاقد كآلية لتحقيق التنمية الجهوية". وأوضح مدير المركز الجامعي لقلعة السراغنة السيد محمد غالي في كلمة بالمناسبة، أن هذه الندوة تندرج في إطار مواكبة الإصلاحات التي يعرفها المغرب بعد دستور 2011، الذي جاء بعدة مقاربات أهمها المقاربة التشاركية والمجالية ومقاربة النوع والمقاربة البيئية، موضحا أن المقاربة البيئية اعتمدت نمطا جديدا في المجال الترابي . وأشار السيد محمد غالي، إلى أنه بعد المصادقة على مجموعة من القوانين المرتبطة بالجماعات الترابية والمراسيم التطبيقية الخاصة بالجهوية المتقدمة، فإن تفعيل هذه الجهوية تستدعي تظافر جهود جميع الفاعلين الجهويين من سياسيين ومنتخبين وجامعيين ومجتمع مدني. وذكر في هذا السياق، أن رؤساء مجالس العمالات والأقاليم ورؤساء الجهات أصبحوا هم الآمرين بالصرف وأصبحت لديهم كل الامكانيات المادية والبشرية لتفعيل هذه الجهوية المتقدمة، وهم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة في ذلك. أما ممثل مؤسسة هانس سايدل ميلود السفياني، فأكد من جانبه، على ضرورة تكريس العدالة الاجتماعية والمجالية وتمتيع كل جهات المملكة بالموارد البشرية والمادية الكفأة لإرساء جهوية متقدمة ناجعة وفعالة، مشيرا الى بعض الفوارق التي تعاني منها بعض الجهات، مما يتطلب العمل على ارساء توازن داخل كل جهة على حدة بشكل يراعي الموارد المتوفرة بالمنطقة. وتساءل المتدخلون في الندوة حول قدرة وكفاءة الفاعلين والإمكانيات المادية والبشرية المرصودة إليهم للنهوض بالجهوية المتقدمة، مؤكدين على ضرورة تحلي هؤلاء الفاعلين بالحس التدبيري والجرأة والمسؤولية في التطبيق. الحدود