بعد حمل عسير ولدت الدورة الأولى للفيلم التربوي القصير بالخميسات. فبالمركب الثقافي الأطلس (الذي عاش ذكريات جميلة وعريقة في الفن وخاصة المسرح) افتتحت الدورة الأولى من إنتاج الثانوية التأهيلية محمد بن الحسن الوزاني وبشراكة مع المجلس البلدي. وقد أصر السيد محمد بن مينة، مدير الدورة ومدير الثانوية والأستاذة بشرى راشيدي مؤطرة نادي الفن السابع والمشرفة على الأنشطة السينمائية التربوية على أن إدخال الصورة التي تحاصرنا في كل وقت ومن كل جانب إلى المنظومة التربوية شيء مهم وفعال وكان شعار الدورة "من اجل ترسيخ ثقافة سينمائية بالمؤسسات التعليمية". والسينما معطى بيداغوجي جديد وفعال للتعليم كالرسم والمسرح والموسيقى. وإدخال السينما في البرامج التعليمية تسهم في تحسين ذوق التلميذ الفني وإيصاله إلى الإبداع. وكان البرنامج حافلا وممتعا، فقد عرض فيلم كان ملخصا للقافلة السينمائية التي زارت عدة مؤسسات تربوية في المدينة والقرى المجاورة ومركز المعاقين، وبين الفيلم اهتمامات التلاميذ بالسينما خلال مناقشات حادة طرحت أثناء مشاهدة الأفلام بين الأساتذة والتلاميذ. كما تمتع الحاضرون بمشاهدة بانوراما لأفلام تربوية : ديما امبوق (أكاديمية الرباطسلا زمور زعير) نكين دمي (أكاديمية سوس ماسة درعة) متعة (أكاديمية الرباطسلا زمور زعير) ليلى المغربية (أكاديمية الرباطسلا زمور زعير). وتتابع عرض أفلام من إخراج محترفين وهواة: "أيزوران" لعز العرب العلوي، "الصرخة الصامتة" لحميد عزيزي و"خلف الجدران" لحسن مجتهد، كانت محورا للندوة التي قدمها الدكتور الحبيب ناصري عن آليات قراءة الصورة والأستاذ حسن مجتهد عن تجربة الأندية السينمائية بالمدرسة العربية، وهم ينتمون إلى جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة. وقد أكد الأساتذة الأجلاء على دور الجمعية في ترسيخ مفهوم الصورة وقراءتها قراءة علمية وتحليلية بصفة عامة وترسيخ هذا المفهوم بصفة خاصة في المنظومة التربوية. فالصورة ماكرة ولابد من معرفة حيلها بقراءة واعية، علمية، جمالية وعميقة وليست قراءة سطحية، ولابد لقارئ الصورة أن يكون ملما ومنفتحا على عدة مجالات علمية، أدبية، فلسفية واجتماعية (زاد معرفي). فالمكان/الفضاء، الزمن، الموسيقى ومكونات الصورة غير الآدميين يصبحون شخصيات (جميلة تارة وعنيفة تارة أخرى) في الفيلم وأكد الأستاذ حسن مجتهد أن تجربة السينما أعطت أكلها بعد صدور المذكرة 91 ولكنها لاتزال متعثرة لأسباب مادية ولوجيستيكية ونوه بتجربة فاس راجيا أن تتبعها تجربة الدارالبيضاء والخميسات ودعا إلى خلق شبكة وطنية للأندية السينمائية المغربية لتنسق بين الأكاديميات لتكوين ثقافة موحدة. ومن أهم محطات الدورة توقيع اتفاقية شراكة بين نادي الفن السابع للثانوية التأهيلية محمد بن الحسن الوزاني وجمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة. وقد احتفل بالممثل والفنان القدير فريد الركراكي كضيف شرف الذي ارتجل كلمات ملؤها الحب والاندفاع والعشق للمدينة ورجالاتها. كما حضر عدة فعاليات هذه الدورة: الزجال المتميز محمد الراشق والأستاذ لحسن حمامة. الدكتور بوشعيب المسعودي خريبكة - المغرب