على امتداد أربعة أيام من 22 إلى 25 ماي، استطاعت المعية المنظمة لمهرجان تيسا بالقرب من تاونات مقدمة سلسلة جبال الريف، شمال المغرب، أن تخلق حدثا فنيا سينمائيا متميزا. يتعلق الأمر هنا بالدورة السادسة للمهرجان المغاربي الأسيوي المختص في الفيلم القصير الروائي. افتتاحية متميزة بطعم التكريم لأسماء ساهمت في صنع الفرجة السينمائية المغربية، حيث تم تكريم كل من الفنانة سعاد صابر والفنان عز العرب الكغاط والكاتب العام السابق لوزارة الثقافة. افتتاحية تم نحتها بالفن الشعبي المنتمي للمنطقة وبفيلم وثائقي من إعداد وإخراج الأخوين بقلول، وبحضور عامل إقليم تاونات ومكونات إدارية ومحلية وإقليمية متعددة، بالإضافة إلى الحضور المتميز لممثل سفير دولة فلسطين الشقيقة، المثقف والروائي والمستشار الثقافي والسياسي علي القبلاوي. أن تصل السينما، جبال ريفية مغربية، وان تنظم تظاهرة سينمائية لها صبغة دولية هنا بتيسة، المدينة الصغيرة والمتعطشة لمشاهدة جديد السينما، يعني أن المنظمين والمدعمين نجحوا جميعا في توفير حق ثقافي وفني وإنساني. حق ينبغي تعميقه ودعمه خصوصا في المدن والقرى البعيدة عن المراكز الثقافية المغربية الكبرى. آن الأوان، أن نعطي قيمة مضافة لكل مناطقنا الجغرافية الهامشية والبعيدة عن المدن المغربية الكبيرة، مدن لعمري جمهورها متعطش للفنون أكثر بكثير مما يجري في محطات ثقافية بمدن مغربية كبيرة، مما يعني أن الهامش اليوم من الممكن أن يساهم ويلعب دورا كبيرا في إكساب الثقافة والسينما على الخصوص، جمهورا متنوعا ومتعددا. أطفال ونساء وشباب ورجال، الكل كان حاضرا وفي الهواء الطلق، هواء جبلي نقي، بساطة وعفوية جميلة تميز الناس هنا. كم أحسست بنوع من الفرحة حينما أخبرت، من طرف بعض الضيوف الأجانب، أن يكون مهرجان سينمائي هنا في الجبل وبمدينة صغيرة، يعني أن الساهرين على سؤال السينما بالمغرب، نجحوا في نشر فن السينما في المغرب. الحبيب ناصري/تيسة/تاونات شمال المغرب